مسارٌ أبهى
هنا عمرُ ابنِ آدمَ كالسجارَه
فما يبقى لديه سوى المرارَه
فلم يجنِ سوى الخرشوفِ منه
فقد أمست خراشفُهُ ثمارَه
يتمّمُ عمرَهُ جريًا فجريًا
فيجني من تجارتِهِ الخسارَه
هنا العمرُ السريعُ فلا تباطئ
وإن ترجئ فما تعلو قطارَه
فإن تبنِ فلا تجعل بناءً
بلا مُثُلٍ وتعتمدُ الحجارَه
من الإخفاقِ يحترقُ اعتبارًا
ويحترقُ النجاحُ من الحرارَه
من المُثُلِ العظيمةِ رفدُ ضيفٍ
ومن يجعل رفادتَهُ شعارَه
يكونُ المرءُ مرعيًَا وأنمى
إذا كفَّ الأذى وأعزَّ جارَه
فكن أنتَ المُقدَّمَ لا أخيرًا
ستفلحُ إن بقيتَ على الصدارَه
معينُ الجارِ ذو خُلقٍ عظيمٍ
يعاضدُ جارَهُ عند الإغارَه
فكم يومٍ تساقطَ مثلَ نجمٍ
فجئتُ إليه كي أبني جدارَه
وإن يرفض يضيفُني فهذي
شمائلُنا أعزُّ من الإجارَه
وأنفضُ من ترابِ العمرِ تربًا
أعالجُ من تهورِهِ احمرارَه
أميطَ ظلامةَ الأيامِ حتى
بحثتُ عن العدالةِ والإنارَه
من الصبرِ العريضِ بنيتُ فُلكًا
لأعبرَ في عواصفِهِ بحارَه
أرى الموتَ الكبيرَ يلوكُ ناسًا
تباهى حينما أبدا اجترارَه
لبستُ قناعتي كرداءِ عرسٍ
أشيحُ الوجهَ عن تلكَ القذارَه
يعينُ اللهُ من يمشي إليه
فيعصمُهُ ويوليهِ اقتدارَه
فيعلنُ ضعفَهُ ليجيبَ نجوًى
فيكشفُ حالما يدعو اضطرارَه
فخاطب أنتَ من جلّى وأعطى
إذا تدعو فخذ أحلى عبارَه
يكونُ المرءُ مرضيًّا عليه
إذا يكبو يقدِّمُ اعتذارَه
فواصل ذكرَهُ واجعل فؤادًا
ينادي ربّهُ ليلا نهارَه
على هذا الصراطِ يكونُ دومًا
صراطُ اللهِ ما أبهى مسارَه
فإن تلهج بذكرِ اللهِ تنجُ
ستأمنُ يا عفيفَ النفسِ نارَه
الكاتبة
سيد حميد عطاالله الجزائري.
3/6/2025