خطواتٌ وئيدة
فؤادي أم شبابي اليومَ شابا
فلم أجنِ هنا إلا خرابا
ولكنّي وجدتُ العمرَ يمضي
فلن يروى ولم يوفِ الشرابا
أُعيبُ الدهرَ والعاهاتِ عندي
وهذا الدهرُ في السبعينَ عابا
طرقتُ البابَ كي أدعوكَ ربي
فأضحى الكونُ للداعينَ بابا
جعلتُ القلبَ معراجًا لروحي
وقدَّمتُ المدائحَ والخطابا
ذكرتُ الآلَ من طه فأمسى
شريطُ الحبِّ في قلبي مُذابا
نبيُّ اللهِ ملتحفٌ بقلبي
فزادَ القلبَ في طه اصطحابا
فما اخشى العذابَ وضنكَ عيشٍ
ولكنّي قد ازددتُ انجذابا
شممتُ العرفَ في الصلواتِ حتى
توهَّجَ خاطري والعمرُ طابا
على الدينِ الحنيفِ رميتُ نفسي
فذادَ الدينُ عن مثلي الذئابا
وجدتُ الصبرَ والسلوانَ شهدًا
فيُلبسُني على دائي حجابا
ببستانٍ من الوعظاتِ فيه
فأُجزلتُ العطا ثم الثوابا
تركتُ اليومَ سلمى في عزاها
ولم أُبقِ النوارَ ولا الربابا
فشُغلي مايزالُ محمّديًا
لأبلغَ في مودتيَ النصابا
فنابُ الذنبِ يقضمُ كلَّ نُسكٍ
فمَن قبلَ الحسابِ هناك نابا
لتخطُ نحوَ من يعفو الخطايا
ولا تلقِ إذا نبتَ الصوابا
فإنَّ اللهَ يرفعُ كلَّ عبدٍ
يواري الذنبَ حتى منه تابا
ستأكلُ في جنانِ الخُلدِ طيرًا
ويأكلُ حيثُ كافرُها الغرابا
فشرُّ الناسِ من كانوا وحوشًا
وشرُّ الخلقِ من صاروا دوابا
فجئنا للحياةِ بأمرِ ربٍّ
إليه هناك قد جعلَ الإيابا
نُردُّ جميعُنا للهِ حتمًا
إليه الناسُ تنقلبُ انقلابا
فحمّل ما استطعتَ من البرايا
وخذ طيبًا لكي تُرضي الحسابا
جعلتُ من اليقينِ عليَّ ثوبًا
فما شقَّيتُهَ كي أُسترابا
فأن أبغِ فليسَ سوى دموعٍ
تحاكي الخدَّ كي تُبدي انسحابا
فيقعدُ في جبينِ الوجهِ بؤسٌ
فيُلبسني بما أجني اكتئابا
أُطقطقُ أصبعيَّ بدونِ وعي
لأبعدَ من تصرفيَ اضطرابا
فذا إبليسُ يلحقُني بجيش
فجرَّدتُ البنادقَ والحرابا
فإن أُهزم فحسبي من عقاب
سيُلحقُني لكي يُضفي عذابا
الكاتب
سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري
31.5.2022