نبض نخلة

الجمعة، 20 يونيو 2025

عالم افتراضي//بقلم الكاتب عبد الغني أبو ايمان

 عالم افتراضي 


عالمنا اليوم مختلف..

حياتنا نعيشها بلون مختلف..

علاقاتنا نربطها بشكل مختلف..

صداقاتنا، زيجاتنا، وظائفنا..

إنجابنا، تربيتنا، نزوالها بطريق مختلف..

هذا "أعجبني"..

ذاك "أغضبني"..

تلك "أبكتني"..

هؤلاء"أضحكوني"..

آخرون "معهم أتفق"..

بالأمس في مجموعة أنخرطت..

واليوم لها غادرت..

هذا عمل لي "حظر"..

وهؤلاء لتعليقاتهم أمقت..

خذ لي "سيلفي"..

اركض اركض لهذه الضحية صورة سَبْقٍ التقط..

"روتيني" اليومي على رؤوس الأشهاد..

أسرتي، زوجتي، أبنائي كل العالم يعرفهم..

أكلنا في كذا مطعم..

مررنا من كذا مكان..

لَمَّاتُنا العائلية ضاعت..

سمَرُنا، ضحكاتنا، سهراتنا..

صرنا عن أنفسنا أغرابًا ..

وعن أُسَرِنا مجرد أطياف..

في عالم افتراضي نعيش..

وعلى ذكاء مصطنع نعتمد..

و آلات صماء بكماء عليها نتوكل..

متى نخرج من افتراضٍ إلى واقعٍ؟..

متى نعود كما خلقنا الله؟..

متى نعود للإنسان؟..

ونحيى الحياة كالإنسان؟..


الكاتب 

عبدالغني أبو إيمان. 

18/06/2025



الخميس، 19 يونيو 2025

جمعت آمالي وأحلامي//بقلم الكاتب يوسف علي

 جمَّعتُ آمالي وأحلامي


جمَّعتُ آمالي وأحلامي العتيقة كلها 

ورميتها في قعر (دلوٍ) مسرف في العمر 

حتى خلته من عهد نوح (ع)

ورميت نفسي مثل كيس مهمل 

في قلب كرسي قديم 

كان قد ألقاه هولاكو إلى بعض العبيد 

لينعموا بالشوك والأنصال في جنباته 

فتنفتح الجروح 

فتفتحت في مقلتيَّ براعم الزعرور 

-- مع أشواكها -- 

وطغت على شفتىَّ بسمات ، تلخِّص واقعي

وببعض حزن الروح صارت هذه (البسمات روح)


وسألت نفسي : هل ألملم ما تبقى

بين أكداس الركام من الدفاتر ؟

وهل أفتش عن ظفائر طفلتي بين الحطام ؟

لعل فيها خصلة من شعرها 

أو نسمة من عطرها الفواح في الجرح المسافر

أو قبلة كانت أناملها رمتها

وقد تزين لونها بالأحمر الناري 

ألقت علبة الألوان

في قلبي ... 

 وقلبي يرسل الروح لتسري في شرايين المقابر


دجَّنت أحلامي فصارت 

مثل هرٍّ أحمق ، قد يسرق الوجبات من فمنا 

أو يسرق الكحل الذي في عيننا 

او يسلب النبضات من دمنا

... ويرفض ان يغادر 

والحلُّ عندي 

سأقَيِّد الهر الغشيم وسوف

 ((أدحشه)) مع الآمال والأحلام 

في ( الدلو ) العتيق 

لانه -- من نفس آمالي وأحلامي --

فهذا ال (هر ) ... كافر 


الكاتب 

يوسف علي.

19/6/2025



أحببتك//الكاتب صالح منصور

 أحببتك


دعينى اخبرك سرا 

نعم أحببتك .. لكن 

ليس كحب البشر

نعم أحببتك ..

ولكن لن أبكي أطلالك

نعم أحببتك ..

ولكنى احترم ..رغباتك 

همهماتك ..لحظات ضعفك

خوفك ..فزعك ..حالا ترضاك

فأنت ..لست ..ككل البشر

أحببتك ... رغبة في الحب

لا املأ ..لا وعدا .. لا مستقبل

أحببتك ..عمرا يمضى ..

لا ينظر ..لا ينتظر ..أحد

أحببتك ..أختي ..لحظات

أفضل صديقتى ..لحظات

أخجل لكن ..أمي ..لحظات

حبيبة عمري ..لحظات

أحببتك ..كوكتيل نساء

فأنت .. عندي ..كل البشر

لكن ...

لن أبكي أطلالك

لن انعى ..حالك

لن أبقى دوما مصدوم

فأنتِ واضحة ..كالنور

لا حب ..فالحب داء البشر

وأنتِ لستِ ... كالبشر 

  

الكاتب صالح منصور.

19/6/2025



الأربعاء، 18 يونيو 2025

همسات//الكاتبة خولة السليڤاني.

 همسات 


ومضى العمرُ وأنا أقلّبُ

            في صفحاته وعنك. أبحثُ


ورجعتُ خالية الوفاضِ 

         كالغريقِ بقشةٍ صغيرة أتشبثُ


أقولُ إنني لن أسامح 

          وبرؤيتك كمَن غزلها تنكثُ


جريحةُ وانت الطبيبُ

             ودوائي بين يديكَ يمكثُ


ألبسُ قناع القسوةِ 

            وهواك بلُبّ الخافقِ يعبثُ


وأعيش معك خيالاً

             وكأنّني من جديدٍ أُبعثُ


أنامُ قريرةً بهواكَ

         وأجدُني في سباقِ حبّكَ ألهثُ


طبعُ الأنا فيكَ يُؤرّقني

           وحبّك العذابَ والهمَّ يورثُ


تاركاً إيّاي أخوضُ الحياةَ

         وحيداً و لساني عنكَ يتحدّثُ


غزالٌ شاردٌ في الفيافي 

           جاهلٌ ما في قلبي يحدثُ


أنتَ مَن أهوى حبيبي

          وعن قرار فراقكَ متريّثُ


 آسري ، لا غِنى لي عنكَ 

         و حبّك في الوجدان يلبثُ 


الكاتبة 

خولة السليڤاني.

18/6/2025



صمتــــــي يبوحه’//الكاتب محمد الفاخري.

 صمتــــــي يبوحه’


لماذا صمتي ممتدْ معي منذ الصغر وحتى أرذل العمر....؟

لماذا صمتي يرافقني أينما اتجهت بالسمع والبصر ....؟

لماذا صمتي يرافقني في الحل والترحال وكل دروب السفر....؟

    لأن !...

صمتي ....إعصار هادر وبركان منفجر

صمتي....عواصف ورعود ورياح ومطر 

صمتي ...ليلة سوداء من ليالي السجن والأسر

صمتي ...كارثة الدهر ومآسي البشرية 

صمتي ... ضياع الأمة وضياع الهوية 

صمتي.... مأساة العمر لجيل الانتهاز

جيل الرقص والاهتزاز...الذي أضاع نقطة الارتكاز

فأتقنت لغة الصمت حد الامتياز 

اسمع قدحي ...فلا أدافع أو أجيب 

اسمع مدحي ...فلا اثني أو اشكر 

أرى دمعي من الأسى ينهمر........فلا أبكي ولا أصيح

أشعر قلبي من اللوعة ينفطر......فلا أشكي ولا أبوح

يروق لي الصمت حيث سوق النفاق والكذب ممتلئ ...

يروق لي الصمت حيث المزايدة على الأصول يجترئ 

يروق لي الصمت في زمن الضحك والفن المبتذل

 يروق لي الصمت ومحدثي في قمة البلاهة والجهل

يروق لي الصمت في .....

 في زمن القهقهة والسباب...

في زمن خلع الستر والحجاب

وفي أعماقنا يسود الضباب....

ولا نملك من أمرنا الجواب

نعمّر ناطحات السحاب ونفوسنا خراب

فيروق لي الصمت....حين يكون أبلغ من الموت

ولكني...

قد اصمت على كل شيء بعض الوقت  

 ولكني لا اصمت على كل شيء كل الوقت ..

فصوتي.....ها هو ينفجر ويخترق حاجز الصمت

صادحا ...مجلجلا في الميادين.... الله أكبر

كلمتان هزتا عروش كل من ظلم وتجبّر

ألم أقل لكم أن صمتي بركان منفجر....!

فصمتي....

 عنوان حياتي..... ورفيق سفري

وطريق عيشي.... وفلسفة فكري


الكاتب 

محمد الفاخري.

18/6/2025



الأحد، 15 يونيو 2025

ساحات الفدا//الكاتب بسعيد محمد

 نشيد ساحات الفداء 


نسر أنا يطوي الرحاب بفرحة

كسر القيود و صولة الدخلاء


أنذا مشوق للضيا و سمائي 

و لأرضنا و العزة القعساء 


أني شققت مسالكي نحو السهى

و لكل نجم سامق و علاء  


أنذا رنوت بكل قلب خافق 

للشمس تبزغ في رحاب فضائي 


يا للشعاع ولمعه و رنيمه   

أحيا المنى ومشاعري ورجائي 


النور يغشى كل روض نائم  

و يثير عزما قائما و غنائي 


أني نشقت من الورود أريجها 

و جمالها وسم الحشا برواء  


أنذا فتحت نوافذي لمحاسن 

خضبت وجودي و الرجا وإبائي 


 بعثت بأعماقي الربيع مغردا  

متهاديا في حلة خضراء   


بعثت مواكب كل عزف ساحر 

و رمت بسهم فاتك برحائي 


أنذا بعثت من الدجى و صقيعه

و رياحه الرعناء و الهوجاء  


لم يثن عزمي زعزع و هديره 

لم تثن عزمي نكسة الضعفاء 


لم يثن شوقي للأحبة صولة 

تسعى لوأد مطامحي و حدائي 


تلك السماء بسحبها و رعودها   

تمحو الأسى و مواجعي و عنائي 


يا أيها الطاغي المميت لحلمنا 

مهلا فإنك في فم العنقاء  


هذي سمائي أمطرتك رجومها 

حمرا تزيل مآسي البؤساء 


لن يهنأ العيش الرغيد بضربة 

 تركت جيوشك في لظى و شقاء 


كلا ولا الأمل الكذوب و نفحه 

زيف تطاير بانهمار دمائي


هي غزة الأمجاد وثبة شعبنا  

و ربيع أرضي ذو جنى وعطاء 


لبنان غنى للروائع كلها

حلو النشيد بعزة و مضاء   


شق الطريق إلى العلا ورنيمه 

خط الروائع في الوغى بإباء   


واذكر بكل حصافة وبسالة   

ساحات مجد ساطع اللألاء 


يمن البطولة والشهامة والفدى  

أردى خطوبا تبتغي إنهائي  


يمن البطولة والعراق كلاهما   

رجما الطغاة و مكرهم بدهاء 


يا أمة التوحيد قومي للعدى  

و لكل شر داهم أرجائي   


هي ذي دمائي ورد روض عابق

عم الوجود بنفحه المعطاء 


و سيول نهر جارف لطغاتنا   

أعظم بنهر هازم الأعداء !


الكاتب 

بسعيد محمد  

16/6/2025




العقارب البيضاء//الكاتب حسين العربي.

العقارب البيضاء 


عتادت "أميرة" أن تجلس في صدر الغرفة كالملكة، تحيك خيوط العائلة بخيوط سوداء. كل كلمة تخرج من فمها كانت كإبرة تطعن في جسد العائلة، لكنها كانت تنظر إلى نفسها وهي تبتسم، مقتنعة بأنها الحارسة الأمينة.

تردد على مسامع أولادها كل يوم قصة نضالها وكفاحها مع أبيهم وكيف كان دائما ناكر للجميل .

ولأن الوعي تُشكله الآذان أكثر من الأعين 

ترسخت داخلهم تلك الكلمات التي طالما همست بها كل ليلة 

أبوكم يريد تدميركم، يريد أن يهيل التراب علينا إرضاء لنزواته وشهواته ،أبوكم لا يحب إلا نفسه.. بينما الأب "خالد" يعود من عمله المتعب، حاملاً حلوى صغيرة لهم، غير مدرك أن زوجته حولت بيته إلى ساحة حرب.  

كبر "ياسر" و"جاسر" و"آية" على كراهية خفية لأبيهم.

"أميرة" علمتهم أن الخيانة هي ذكاء، وأن الكذب هو حكمة، وأن احتقار الأب هو قوة. 

كانت توزع أدوار الضحية والجلاد بينهم ببراعة، حتى صاروا يتنافسون على من يجرح الأب أكثر

دون دراية منهم إنهم يقتلونه لا يجرحوه فقط.  

ذات يوم، مرض خالد احتاج إلى مساعدة أولاده، لكنهم تذكروا كلمات أمهم:

 ضعفاء القلب يموتون أسرع، لا تنظروا إلى الوراء.

 فتركوه وحيدًا في المستشفى حتى حين أغمى عليه من الألم، ظل يردد:

 لعلهم مشغولون. 

مات الأب. وجدوا في جيبه رسالة:

 "اغفروا لأمكم، فهي لا تعرف أن الضواري لا تلد نعاجا سامح الله الجميع"

لكن أميرة لم تبكِ،نظرت إلى أولادها وقالت: انظروا كيف صرتم أشداء!

 بينما كانوا ينظرون إلى بعضهم بعيون مليئة بالخوف. لأول مرة، أدركوا أنهم صاروا غرباء، وأن دم الأب كان أخر ما يربط بينهم.  

أختفت العائلة كما يختفي السكر في الشاي المر. وحدها أميرة بقيت، تروي لنفسها قصة أم ضحت بكل شيء من أجل أولادها!


الكاتب 

حسين العربي.

16/6/2025



عالم افتراضي//بقلم الكاتب عبد الغني أبو ايمان

 عالم افتراضي  عالمنا اليوم مختلف.. حياتنا نعيشها بلون مختلف.. علاقاتنا نربطها بشكل مختلف.. صداقاتنا، زيجاتنا، وظائفنا.. إنجابنا، تربيتنا، ن...