نبض نخلة: زال الكسوف

الاثنين، 28 ديسمبر 2020

زال الكسوف

زال الكسوف

وَطَـــنِي قَدْ كُـــنْتَ ذَا مَجْـدٍ وَعِـــزَةٍ فِي الأُمَــمِ
كَتَبْتَ فِي الْجِهَــــادِ مَلاَحِمَــاً عِنْوَانُهَـــــا عُمَـــرَا
وَتَرَكْتَ يَا وَطَــنِي لِلْمُحْتَـــلِ أَثــَارُ جُثَةٍ زَخَـــمِ
كَيْفَ لاَ وَقَدْ ذَاقُوا مِنَا الْويِـلَ فَإسْتَسَاغُوه مُـــرا
تَارِيخٌ فَخْرٌ فَحَقَ أنْ تَخَافَــهُ الْـــرُوْمُ وَ الْعَجَـــمِ
أَسْرَجَ حِصَــانَهُ بِحِكْمَــةٍ وَأَتَاَنــا بِالْحَــقِ فَجْـــرَا
فَسَقَطَتْ أذْيَالٌ بِتَاجِ الْمُلُوكِ وُجُوهِهِمْ كَالسَخَـمِ
ذَاكَ اْسمٌ قدْ صُقِـلَ مِنْ بِيْتِ الْعُـــرُوبَةِ مُعَمِـــرَا
أَعَزَهُ اللهَ بِحُبِهِ فَكـَانَ لِلأَعْــدَاءِ سَيْـفٌ وَلَجَــــمِ
خَطَــى بِخُطَــىً رَصِيْنَـةٍ وَبِالجَـــــلاَءِ قدْ ظَفَــرَا
فَعَلَتْ رَايَةُ الأَحْـــرَارِ بِوَطَنِي فَصَارَ فِي الْقِمَـــمِ
مَا بَخِلُـــوا فِي حِيْــلَةٍ إلاَ وَقدْ أَعَــدْوا لَهُ شَـــرَا
مَنْ ذَا يُلْجِــمُ عِنْفُوَانَ ثـــَائِرٍ كَالْبُرْكَانِ وَالْحِمَــمِ
وَاللهُ خَيْرُ رَازِقٍ جَعَلَ لَكَ مِنْ كُلِ عُسْرٍ يُسْرَا
كَمْ مِنْ عَمِيْلٍ سَمِج ٍتَجِدْ عِرْقَهُ خَاَلٍ مِنَ الْقِيـَمِ
اشْتَرَى بِفُتَــــات المَالِ صِفَةَ الْخِيَـــانَةَ جَهْـــرَا
أسْمُوهُ رَبِيْعَاً وَالدَمُ بِسَمَائِكَ يَا وَطَنِي كَالسَجَمِ
عَثَوا فِيْكَ فَسَادَاً بِحِقْدِهِمْ وَهُمْ لِلْأَخْلاَقِ عُقْرَا
صَنَعُوا الْقَطِيْعَةَ بِيْنَ الإخْوَانَ قَاطِعِي اَلْرَحِـــمِ
إسْتَغوَلَ التُجَارَ بِفُجْرِهِم وَإزْدَادَ الْفَقِيرُ فَقْـــرَا
مَا ظَنِي بِمَنْ مَدَ يَدَاهُ لِلْعَدُوِ وَمَا ظَنكُمْ بِهِـــمِ
أَ هُمْ أخْيَارٌ اصْطَفَاهُم اللهَ أمْ أقَلَهُمْ عِزَةً وَقَدَرَا
قَدْ زَرَعْتُم بِجَهْلِـكُم فِي قُلُوبِ النِسَـــاءِ قَهْـــرَا
يُعَانِيْنَ الْتَهجِــيرَ خَـوفَاً وَأَصْوَاتُ الحَقِ تَزْدَرِمِ
يَا أًمَ الْشَهِيدَ مُهَنَــدٍ دَعوَاكِ لِلهِ صَبْرَاً وَأجْـــرَا
فَمَا يَغِيْبُ عَنِ السَفَرَةِ ذِكْرُه بِجُودِ اللهِ وَالْكَرَمِ
قَدْ زَالَ الْكُسُـوفَ وَالْحَقُ تًبِيَنَ فَمَا لَكُمْ عُــذْرَا

الكاتب
.. جمعة المصابحي
 .. ليبيا
28/12/2020

هناك تعليق واحد:

رفيق درب//الكاتبة عبير الطحان

 رفيق درب  تاهت سفينتي لم أرَ لها مرسى منذ الصغر كأني بالمنفى مكبلة اليدين قيد بلا وردة لا شيء يجعل لحياتي معنى إلا حينما قابلته و أخيراً لع...