لاتضيعي ياسيدتي

لا تضيعي يا سيدتي كما ضاعت قبلك نساء الحرملك

لا تصارعي لتنالي حب قلب أنهكه الكساح

وأجعلي نصب عينيك صراعا 

حين تؤذنين لصلاته

يتوق إلى البقاء في محرابك عطر 

رجل أكل قلبه في منفاه الجميل

ورسم العنكبوت بيتا على جسده النحيل

يقتل رذاذ الليلة الممطرة 

يتمرغ في مستويات الفراغ السحيقة

 يصنع جناحان من الصمت ويغازل بريق النعيم المساء

لا تكسري ياسيدتي خواطر طوق الياسمين

وتتحملي أعباء الفرشاة وعلب التجميل

وتتأبطي عطرك الفرنسي

فأنا اللا شيئ

وذاك النبض الذي أوقدوا له على الطين

ولا برد ولا سلام كان عليه

ولا من صكت وجهها وحصحصت حقها من النساء

ياسيدتي كل روابط العشق تشبعت

كل الشرايين التي كانت تحمل أشواقي تمزقت

لم تعد لحظة اللقاء حرجة كما كانت حين عيني رفرفت

لم أعد أنزل من الأرض كما كنت

وأجلب لك عبق الكواكب ودرب التبان

ثم أوقف دوران الأرض وأصوات من جديد في سلم الهذيان

وأحلب لك الفراشات وأنتظرك حتى تستيقظي

وأكتب لك صبابتي إليادة في اللقاء

أنا منتهية صلاحيتي ياسيدتي

وكل كلمات الغرام صنعت إنقلابا على مملكتي

الآن أحمل مركز ألمي إلى الأرضين السبع

وأرهن قلمي وسيفي ودواتي والدرع

وأستقيل من حياة الجميلات وأستلقي على بوابات الجوامع 

وأنتهي من بقائي نحو أبواب الفناء

أنا يا سيدتي لم يعد لي هوس بحجم ولون العيون

لم يعد لدي ذوق بالخصر والنهدين إلى حد الجنون

لم أعد أكتب آيات عشقي بدمعي الهتون

لم تعد ينابيع مهجتي تنفجر كما عهدي 

 جفت جميع برك الدموع وأنتحرت المدامع فوق صلبان الرثاء

الكاتب 

خالد فريطاس

الجزائر

24/1/2021