نبض نخلة: بلا عنوان

الجمعة، 26 فبراير 2021

بلا عنوان

لكل الناس🌹

بلا عنوان ...

 الليالي شتوية تتقدُ فيها الأشجان ... تزهر الأكاليل في الدجى تمرداً على الضوء ... 
وتتراءى شهباً على الربع ... 
تدوس على قناديل البحر ...
اقترب أيها الغريب نحتسي معاً كأس الغرابة في زمن غريب 
وسط الغرباء ...
طعم بلا حرية ...
ضاقت الابتسامة عرضاً وطولا ...
 ..انكمشت تتربص بفجر الغد ...
ترى مااسم المولود الجديد؟
لم يعدْ للمفاجأة طعم ولا انتظار ولاانتصار ... ولا لهفة ... 
سينجلي الليل بسواده وابتساماته الزائفة ... 
ويتجلى الصبح محمولا أكتاف منهكة ... وماكورونا إلا نقطة أفاضت الكأس ...
 فأبانت عن خيباتنا ورغباتنا في الابتعاد كأنجئنا فرادى فرادى. ...
 غير مبالين نطبل ونزمر للكراسي ...
 نتهافت وراء اسم بلا عنوان ... بلا وجهة بلا أهداف ... 
كأننا ولدنا نعشق العبث ...
نصحو بلغيرة على الأرض التي تشققت جفافا ... 
ولا حنين لتل من الزعتر أو إكليل ياسمين شامي أو معزوفة من مواويل الجبل العالي ...
الجمال يحترق كل يوم على مرأى ومسمع الكون ...
فقدنا كل النكهات ... حتى نكهة القهوة التي تفوح على أمتار من عتبات الديار ... 
تلوثت بسيول الاستعماروالاستبداد والنفاق والابتعاد ...
وظل إبريق السيدة الوالدة في ركن من زاوية الأطلال 
يعيد ذكرياته القديمة يوم كان يرقص بين الأنامل يصب القهوة للجيران
 لمجمع الأدباء والحكماء والشعراء ... 
الأصناف والأحباب وحتى العابرين من قطاع الطرق ...
هل فعلا فقدت القهوة نكهتها أم نحن الذين فقدنا طعم اللمة 
وما عدنارين على المصاحبة والالتزام بالصدق والوفاء ... 
وراعاة حق الصاحب والجار ...
هكذا دأبنا ... كأننا نحتضر ... 
والأمل أكفان بين الدواليب ...
يغيب السلم والأمان ... يجوع الأطفال في اليمن والشام ... 
تنوح النساء اشتياقاً لأكباد مهجرة وعقول مهاجرة ...
ربما تظنني بين ظلال الظلمة ... 
الحقيقة الحقيقة ... الحقيقة في زمن غريب ...
عمت فوضى الحواس وانتشر الداء بين الخلق ... 
موت وحصار وأسئلة مخنوقة في الصدر ...
تضيع منا الأشياء تباعا ومازلنا نطبل وننفخ في النايات في عمق الريح ...
ما ذنب هاوٍ للأدب والشعر والمقال ... 
حتى يكتب عن الأحزان فقط عن الأوجاع والاَلام؟
ماذنب لغة ولدت بيضاء .... متعالية بين السحب والنجوم والضياء ... 
لم تعد تفتح فاها للبهاء ... أغماهامسلسل الكلمات الجوفاء ... 
حرب وقتل ودمار ... وخوف ووباء ... بالنابل ...
ما هو يدعو للوحدة والسلام وينبذ العنصرية والكراهية؟
قليل فيه ما يزهر بين القلوب ... 
ويعطي أملا للنفوس .... ربما الغد أجمل إن شاء الله
تزهر الأيام ونعيد بناء الأوكار والأفكار ... 
ونمشي بخطوات ثابتة نحو الانتصار للأرض للسلام للحب للفكر
 الراقي لصون الموروثات التي نتحمل عبء المحافظة ...

الكاتبة
نعيمة سارة الياقوت ناجي
26/2/2021



هناك تعليق واحد:

دورة الزمن//عبد الغني ابو ايمان

.:: دورة الزمن ::. نأتي للدنيا رضعا باكينا.. والكل حولنا بالفرح يغشينا.. حب الوالدين والأهل يلفنا.. والجميع يلهث ليرضينا.. تتوالى أيام طرًّا...