نصيحة متسول
يا سيدي ......
إنا نُبادُ كما الذباب
و إن سألنا حقنا ....
تبعتمونا كما الذئاب
تنهشون اللحمَ منا .....
و من دمي كأس الشراب
تنكرون حضورنا .....
و كأننا بعض السراب
هذا الحذاء لكم رأيته
قد تعود سيدي ....
وطأ الرقاب
و لباسك الغالي الثمين عرفته
و أنا بلباسي ممزق بممزقٍ ....
متسولٌ بكل باب
ستحكم الأيام فيما بيننا ...
فدول هي الأيام
فإليّ موعد يا سيدي ...
يوم الحساب
و سآتي أشكوك ربنا
و أزيد كيف سحقني ..
و كل شيء سيدي
يخط في هذا الكتاب
إن الحياة ..
و إن ملكت ما بها .... عدمٌ
و كل شيء في تباب
و سيأتي يوم بعد عزك ....
بعد كبرك و التفاخر ...
ستلقى في هذا التراب
و كل موصوف بحسنك ...
و كل من مدحوك يوماً
سيمحى في طي الغياب
العمر يمضي و النعيم ...
كأنه مر السحاب
فهل تسمح سيدي .....
أسمعك بسجية الطفل الصغير
.... بعض ألوان العتاب
فأنا و أنت سوف نتلاشى .....
مثل ذرات الضباب
سيد أنعم خالداً ....
من بعد ذلي
و أنتَ من بعد التنعم
سوف تصرخ بالعذاب
أنا سيدي ......
قد كنتُ ألهثُ في الشوارع
متلهفاً لكسرة خبز قديم ....
أو بعض بقايا طعامكم
مشاركاً جِو الكلابعي
و رأيت فيكَ غلظةً ......
عند السؤال .....
فقبضتُ كفي عن سؤالك
فم تمددَ كفك في فمي
تسترجعُ ما أطعمته
تزيد أنات الصعاب
فتزيد كل مساءٍ بعض مالٍك ...
و تزيد بقلوبنا ....
كل مساءات الخراب
تشرب ما شئت خمراً .....
ونشرب من مرٍ مذاب
سوف يرحلُ كل شيء ...
حتى التفاخر و التعالي
حتى صولات الشباب
فالظلم منك سيدي ....
و الحلم فينا ....
غاشم ينظر غاضباً ....
مكشرٌ بألف ناب
ألم يكن سيدي ...
فيما تركت مخلفأ .....
دون قبرك .... بعض أوقية النصاب؟
ما جمعت سينفقونه .....
و بما كنزته سوف تكوى
سوف تكوى ....
بكل قسوتك العنيدة
بكل قبحك و السباب
و لكل ما سلفت يداك ....
تكون أشكال العقاب
سوف تصرخُ تستغيثُ ...
المهل من بعض الجواب
الكاتب
أيمن فوزي
12/3/2021
رووعاتك استاذ...سلمت الانامل ودام الابداع🌺🌹🌺
ردحذف