يكتبني ، حينما يجدني فاقد الوعي
يكتبني وأنا متسول على أرصفة القمر
أحاول ترويض مكنستي
كي أمتطيها وأواعد بنات الشمس في حضرة الجمان
يكتبني حين أتكسرُ في آهات المغيب
حين أجر أذيال اللجوء للأعشاش المكبوتة في الشجر
أنا هنا حضرة الشعر فالتقطني وأضرب بي همهمات الليل
سقطتْ فالتقطْ ظلي ولا تخشَ الإملاق
فأنا صاحبُ ضيعة أطنبت في الدموع
لتنبجس ألف عين من قسوة الجرح والحجر
يكتبني الشعرُ حين تموت نواقل الألم
ويهيج زرع البؤس المشحون من العدم
ويتنهد خصر الكمنجات من دوران كوكب ويبتسم
ويواري سوءتهُ حين يركب الموال ظهر الوتر
أنا هنا فوق قشتي أطاردُ حلمي من جندل لجندل
تعالَ أيها الشعر وأنزلني من على ظهر الارض
لأرصــد مــعــل حلقات
وألمعها قليلا كي تكون أنيقة أمام مرآة شابت من الغزل
قادرة على قسوة الاذين
ومذكرات نبضي ذهبت وعادت بخفي حنين
وألقتْ لومها على تاجر بغداد حين اختفى في نهود الغجر
يكتبني الشعر حين تعزفني فرقة الخنافس في أحضان سلم العزيف
وتشتدُ بيَ الريحُ في مكان يحكمه الخريف
حين تكون وسادتي من الشحنات ، والبضائع التي اغتصبها ، الرغيف
فحسرات القدامى لم تعد تهادن تجاعيد وجوهها
هي الآن تربي الأمل
وأنا اربي معها الأمل وأربي فوهة الأحزان لتفجر النزيف
ولا شيء يكتبني دون شعري في عهد قديم مكفهر
يكتبني الشعر حين أنشرُ غسيلَ الزمن على الشرفات والمداخن
حين تتقمصني الهالات المتدفقة من حضيرة الأقمار المطوية في الخزائن
كل شيء يكتبني إلا أنا لا أتقن كتابة دورتي الدموية في المدائن
أنا يا شعر شعرك الذي مات حين وصل حنين خيل هوازن
وأنقلبت المائدة المستديرة بفرسان حين أشركوا بربهم في السحر
يكتبني الشعر حين أصطفُ مع الرياح في انتظار جلسة هزيم
الرعد
وأتناثر في وداع المغيب في مآق ثلاثية البعد
أتصفحني لأجد معنايا المكبوت في رقصة ذئاب أعبقها الورد
ولا أجدني شيئاً في أحجية قدامى أكملوا هواهم الحجري
وأعدموا عتمة رؤاهم في حضرة النرد
أجدني وربما لا أجدني في ليلة صرصار ممطرة تلهبني شوقا
لنملة عشقتني فوق خد الغراب فأبق وكفر
يكتبني الشعر وأنا جملة حافية القدمين
لا طاقة لها بطريق قتل مساره وقوافل عيره
وكبل مرافيء الحنين القرمزية في نهام بوم سكنته الجن
و أحرق الحقيبة والحابل والنابل واللجام والفرس ومجال تعريف المسافر والسفر
التعديل أكون غير قابل أن أكتب
: لأن سكرات الإنعدام تكسر الأقلام وتعتقل الجميع بواد عبقر
: لأن الصخرةَ الصماءَ تنعي الليلةَ الظلماءَ وتنحت الموت تمثال الموت
كي يموت الموت ويقبر
يكتبني الشعر حين أتصارع مع النسيان فوق قرون الغزلان
وأمضي مع بركان الفيزوف مرسومه السلطان
ولا شيء معي إلا زفيري يتوسط وسوسة الشيطان
عندي ما أقوله حين يكتبني الشعر
ولي ألف تتزينني كل ليلة في حرملك المحيط
أسافرُ في عيونها إلى ما وراء الغيب وأعبر
الكاتب
خالد فريطاس الجزائر
8/3/2021
رائع وجميل ماخطت يمينك🌹💐🌹
ردحذف