البوابة الشرقية
قصة قصيرة
من حكاية لم تبداء بعد
البوابة الشرقية للمدينة القديمة
لا أدرى متى يغيب الإنسان عن وعيه وماذا يرى فى اللا وعى،
ولا أدرى كيف أتذكر ما جرى
ولماذا لا أتذكر ما جرى ,
ما الذي جرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدت للتو من حيث لا اعلم وقد كان للمكان سحر،
وللزمان عطر عالم فسيح يحتمل الخيال وهو اقرب للحقيقة،
لا تذهب بعيداً هناك المكان عميق جداً ,,
هكذا كلمتني بعد عناء بلغة افهمها
قبل هذا كنا فى حوار طويل بلغات شتى لا اعلم بأي لغة كنت أتحدث
إليها ولا أدرى بأي لغة كانت تكلمني ولكنا كنا ندرك جيداً ماذا يقول احدنا
للأخر , الآن صغيرتي هل تعلمين ما أعنى وهل تعنين ما ذهبت إليه فعلاً
يا لغبائي مسكون أنا بهواجس فقدانك مصاب بداء الصمت المزمن أمام هيبة لقاءك،
أتخلى طوعاً عن كلمات كنت ارددها قبل مجيئك وأشياء أخرى،
لا اعلم ولكنى أحاول جاهداً كتابتها إلا أن إحساسي بك وأنت تملى
على ما اكتب يتركني فى حيرة ,
تُرى بأي لغة أكتبك الآن وإنتى تتكلمين بعدة لغات لعينيك لغة زرقاء
هادئة تُحس ولا تسمع يستكين على ضفافها الوجع،
ولشفتيك لغة أخرى وقد بلغتا سن الابتسام، ولجسدك حين ترقصين
لغات كثيرة يترجمها خصرك تمايلاً فتبدو كلغة سومرية عنيدة،
عصية على الفهم إلا إنها تكون سهلة لمن يعرف فك رموزها ,
أمام لغاتك صغيرتي أشعر برغبة عارمة،
تشدني إليك بخيط ضوء رفيع أقف حياله حداداً على أيام مضت قبل
توقيع حضورك فيها وإعطائها إذن الانصراف فسجلت فى دفتر أعوام الغياب،
كانت أيام جرداء متشابهه لا اذكر ما حدث فيها وما حدث لا يستحق التوقف عنده،
كمنعطف يغير مسار الحياة ,
حتى أتت تلك اللحظة التي التقيتها فيها على مشارف البلدة القديمة
من جهة الشرق، كان المدخل مزدحماً بعض الشيء مما أجبرنا نحن الاثنين على
التوقف برهة من الزمن فى انتظار إشارة رجل المرور،
نظرت إليها نظرة عابرة فكانت أو هكذا شبه لي طفلة فى طريقها نحو النضوج،
تحاول جاهدتاً أن تكون أكبر من عمرها ,
إلا إنها لم تكن كذلك شيء ما فيها وخذني بقوة جعلني اكرر نظراتي إليها،
بل وبتمعن وهذا ما لم أعهدة فى نفسي فكانت خجلة وتبدو على محياها علامات الخوف،
ظلت ممسكة بيد أخيها وهى تتحدث إليه سراً إلا أن عيناها كانت تضجان
بشعاع صاخب ويومضان رغماً عن صمتها بريقاً يقرع أبواب الحواس
كانت عيناها تشعان ببريق عجيب يدعونى للتأمل،
أو ربما تقولان لي تقدم نحو عمقي الأبعد فهناك ما يستحق منك المسير
كنت أراهما كمصباح فى أخر تفق مظلم ضياء كهذا يثير فضولي لمعرفه المتبقى،
من حكاية لم تبداء بعد،
تقدمت نحوها ببضع خطوات حذرة مررت بمحاذاة أنفاسها إلا أنى لم
أجد الجراءة لملامسه المصدر فكنت كمن دخل النهر وخرج ظمآن تعثرت
بدقات قلبها وسقطت عمداً فى شباك هواها ,
دون أن تنصب هي وعدا بلقاء نظرت إليها معاتباً فتبسمت ابتسامة
المنتصرين، ورمت أمامي قصاصة من شكل الخط عرفت أنها كتبت على عجل لانى،
بالكاد فككت رموزها وكان فيها (إيه ياخ ماشفت بنت حلوة قبل كده )
ثم رقم الهاتف , هذه الجملة !!!!!!!
كانت بحجم كتاب ظللت اقلب فيها طول الفترة الفاصلة بين اللاوعي بما
حدث والوعي الكامل بما سيحدث وهى فترة طويلة جداً قضيتها بين طيات فتاة مرحة،
وهذا أعمق تعريف خرجت به سالماً من تلك الرحلة،
الكاتب
بسطاوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق