وجه طفل باكي
أطلت غيمة من سماء ليلي شتوي دنت لتراقب وجه الطفل الباكي
من نافذة بيتهم دموعه التي قاومت برد الثلوج ولم تتجمد على خديه
راحت ترسم خطوط لحكايات مختلفة في خيال الغيمة الفضولية
لابد أن أمه زجرته حين كان طلبه أكبر من قدرتها المادية
أتراه تشاجر مع شقيقته على إصبع طبشور أم أنه رسم حلماً على بخار النافذة وتبخر
حين انقطعت الكهرباء
وعم البرد أنحاء الغرفة لعله أضاع كرته تحت الثلج أو عجزت الغيمة في تحليلتها
دنت أكثر حتى كاد يلتصق وجهها المفعم بالفضول والتساؤلات
والممتلئ قطرات من حكايات الأطفال زجاج النافذة تنبه الطفل لعينيها
تجوبان الغرفة البائسة
هبت ريح دفعتها لترتطم بالنافذة تناثرت قطرات من حكايات وأوجاع الخير
وسالت كستارة مسرح همت أن تفتح
أصوات الشتاء دغدغت خد الطفل شرعت تسرد في الأفق حكايات وحكايات
تحت الخيام خلف الأسوار عن أوجاع أكبر من وجعه
أشد برودة وتجمّد من أحلامه نهض متجهاً إلى النافذة
تخيل الغيمة غزل السكر دبت طاقة الحياة في عروقه تنشطت مخيلته
إلتهم وجبته مسح دموعه شكر ربه مازالت الجدران أكثر أمناً من بطن شبعان
في ليلة شتوية قارصة
الكاتبة
غادة الجميلي الجميلي
2.7.2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق