ثوبُ الخذلان...
إياكِ أن تستسلمي وتركني للهوان فـ تصبحي هزيلة، فـ أنتِ التي تحملت ما هو أصعب و أمر بكثير وها هي ما زالت مرفوعة الرأس تأبى الخضوع، وأبشركِ حبيبتي بأن كل ما نحن فيه سيمضي لا محالة.. نعم سيمضي ولا تنسي بأن هناك من يحتاج إليكِ فـ أنتِ الآن بمثابة الدنيا
وما فيها.
لا.. لا بالله، لا تبكي فـ دمعكِ عزيز ولا يستحقه من هو مثله؛ أعلم بأنكِ ضحيتِ كثيراً لأجله و فعلت كل ما بوسعكِ كي تستمر الحياة ولكن أفيقي، فـ هو لم يكن يستحق يوماً شيئا مما فعلت من أجله، فـ والله هو لم يكن سوى شخصاً دنيئاً ، ولا تتعجبي من إنكاره للمعروف فـ هكذا هي تصرفات الذكور، وإياكِ والندم على كرمك مع من كان شحيحاً فـ هذا من أصلك النبيل، ولا تبكي على ضياع عمرك برفقة الدنيء فـ الحياة حبيبتي لا تنصف الكريم فيها؛ وإن نصفته فـ ستكون شحيحة وقد تحرمه من أشياء كثيرة، وأنت رزقت بملائكة صغيرة ستكون عوضك بإذن القدير
أنسيتِ حبيبتي بأننا في اختبار ولن يربح فيه الكثير، ويجب أن تعلمي بأنه ليس شرطاً على كل إنسان أن يحفظ الجميل، وإياكِ أن تنسي بأن الإنسان سميَ إنسان لأنه نسي، ولهذا لا تجعلي ثقتك إلا في من يستحق والخير آتٍ ولكنها أيام معدودة، فـ بالله كفكفي دموعك و أرفعي رأسك فـ نحن أمامنا طريق طويل وهناك من ينتظر حضنك و رعايتك فـ الحياة أمامهم و الصعاب كثيرة و سيكون الأمر مرهق إن لم تكوني سندا ودعما لا تحركه المحن التي بدأت بعد رحيل أبيكِ.
فـ هيا بنا هُديتِ نلملمُ ما تبقى لنا من هذه التجربة المريرة
و لنخلع ثوب الخذلان هذا ودعينا نبدأ من جديد..
الكاتب
#محمود_أبوزيد_باشا
3/9/2021
روووعاتك...🌹
ردحذف