ثُلاثِيةُ الأَعذَار
عُذرًا
أبقَيتُكَ عَلَى العَرشِ وأنتَ رَمَادٌ عَلَى الأرضِ
واستَأمَنتُكَ عَلَى حَدَائِقي وأنتَ تَكرَهُ حَيَاةَ الوَردِ
وأسكَنتُكَ بِوَادٍ لا يَسكُنَهُ مِثلُكَ ومِنْ خَيبَاتِكَ
صَنعتُ لَكَ المَجدِ
وسَقَيتُكَ كَأسَ مَا أغنَاكَ عَنِ القَتلِ ومَا أثنَاكَ
عَن نَبذِ العَهدِ
عُذرًا وعُذرًا فَمَا حِيلَةُ الأعذَار وفِي سَاحَةِ الغَدرِ
صَرحُ الهَوى انهَار
أتَيتُكَ بَاكِيًا وعُدتُ بَاكِيًا فَمَا أغنَانِي الدَمعُ
فَمَا أغْنَانِي الدَمعُ عَنِ الدَمعِ ومَاأغنَانِي
الوَجدُ عَنِ الوَجدِ
عُذراً عُذرًا عُذرًا
أسكَنتُكَ حُبًّا بِفُؤادِي ومَاكَانَ الفُؤادُ أبدًا مَسكَنَك
وزَرعتُكَ أفراحًا وأحلامًا في دُنيا كَانت تَقلَعَك
وضَاقَتْ عَلَيكَ الأرضُ بِمَا رَحُبتْ فَكَانَ صَدري
فَكَانَ صَدري مَوسِعَك
وكُلُّ الشَوَاطِئِ كَانت لَكَ مَنفى وعَيني كَانت
عَيني كَانت موطِنك
عُذرًا عُذرًا وخِتَامَهُ أعذار لا كُنتَ لِى حِصن
ولا كُنتَ لِي دارا أتَيتُكَ زَهرًا وعُدتُ غَدرًا
فَمَا أثنَاكَ الحُبُّ عَنِ القَتلِ ولاَ هَذَا الحنَانُ
أبطَلَ السَمُ بِفَمَك
عُذرًا عُذرًا عُذرًا
عُذرًا
جَعَلتُكَ قِبلَةَ أشعَاري وأنتَ كَافِرٌ بِقُدسِيَةِ الشِّعرِ
ووَليتُكَ مُدُني العَبَاسِيَة وحُزني الشِيعي المُنتَشِر
سَألتُ الليلَ يَأتِيني بِشِعرٍ تُؤمِنُ بِهِ وفِي صَدرِكَ
وفي صَدرِكَ يَرسُو
فَمَا أتَاني الَليلُ إلا بِأبيَاتٍ تَبكِي عَلَى الحُبِّ وتَعتَذِر
بَرِأتَ مِنْ كُلِّ مَاكَتَبتَهُ وحَفِظتَه مِنَ الشِعرِ
وعِشتُ وعِشتُ بِواقعِيَة المَوتِ ومَرَارةِ القَهرِ
عُذرًا وعُذرًا فَشِعري صَارَ أعذَارَا
لاَ الحُبُّ كَانَ حُبًّا ولا المُنَى هَزَمَ الأقدَارَا
أتَيتُكَ سَائِلًا وعُدتُ مُتَوسِّلًا فَمَا أغنَانِي رِحَابُكَ
عَنِ الألَم ولاَ بَرَاءتي أوقفت رياحَ الغَدرِ
عُذرا عُذرا عُذرًا
/ديوان/حب وراه الثرى
الكاتب
حسام الدين صبري
9.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق