عُذرًا أيُّها الحُبُّ
مَاتَ الحُبُّ بَينَنَا ومَنْ مَاتَ أبدًا لَنْ يَعُود
فَتَعَاَلَ تَعَاَلَ نُلقِي نَظرَةَ وداع فَنَحنُ
فَنَحنُ عَلى قَتلِهِ شهُود
فَلْنَبكِ عَلَى أطلَالِهِ وكَفَانَا كَفَانَا قَسوَةً وجحُود
قَدْ سَرَقنَا مِنَ الزَمَانِ فَرحَةً وآنَ لِلحَقِ أنْ يَعُود
لاَتَلُمَني إنْ مَددتُ يَدي بِسلَامٍ مُودِعًا
فَلاَ صُنتَ لِي وعدًا ولاَ حَفِظتُ لَكَ العُهُود
عَلَى المَاءِ رَسمنَا أحَلاَمَنَا وأودعنَاهَا قَصرًا مَرصُود
فَلاَ أورَادَ الشَوقِ فَتحت لَهُ بَابًا ولاَ الحُبُّ كَانَ
عَلى القَصرِ ظِلاَّ مَمدُود
الآنَ نَتَقَاسَمُ إرثَ الدمُوعِ مَفقُودٌ يَبكِي مَفقُود
ضَلَّت خُطَانَا دَربَ الهَوى لَمْ يَعُد لَدَينَا دَربًا عَلَيهِ نَعُود
وجَفَّتِ الأمَاني وجَفَّ الرجَاءُ لَمْ يَعُد لَدَينَا قَطرَةٌ بِهَا نَجُود
قَلبَانِ مُتهِمَانِ بِقتلِ الحُبَّ عِندًا ونَقضِ العَهدِ عَمدًا
وحَرقُ الأزهَارِ والورود
لاَتَشفعُ لَنَا دمُوعَ اليومِ إنْ عَلتْ السيُوفَ لِذَبحٍ موعُود
مَاذا نَقُولُ ونَحنُ جُنَاةٌ وكَيفَ نُقسِمُ ونَحنُ عُصاة؟
الآنَ فَقط الآنَ فقط الآنَ فقط تَذَّكَرنَا السجُود
الآنَ تَذكَّرنا أنَنَا مِنَ العَاشقِينَ وذاتَ يَومٍ كَانَ بَينَنا
نَهر مِنَ الحَنِين
فَأينَ هوَ النَهرُ أينَ هوَ النَهرُ مِنْ هذا الشَطِّ المَوصُود؟
أينَ كَانت سَاحَةُ الدنيا ونَحنُ نَمضِي بِجَهلٍ في طَرِيقٍ
في طَرِيقٍ مسدُود
واستَبَاحَ العِندُ هُوِيَّتُنَا رَحَلنَا رَحَلنَا تَرفُضُنا كُلَّ الحدُود
عَدلٌ فِينَا حُكمُ الزَمَنْ بِأيدِينَا قَتَلنَا ومَا أبقَينَا صَبرًا
وأبَينَا الصمُود
ومَاضَينَا خَلفَ كِبرِيَائِنَا حَتَى عَجِزت خُطَانَا فَاستحَالَ النهُوض
جَهِلنَا الحُبَّ عُمرًا وأدركنَاهُ وأركنَاهُ وهوَ يَمُوت
عُذرًا أيُّهَا الحُبُّ فَالجَهلُ حِينَ يَتَحَكمُ فَلاَبُد لِلضيَاعُ أنْ يَسود
عُذرًا أيُّهَا السمَاحُ أبقَينَاكَ زَمَنًا فِي خَانَةِ المرفُوض
الآنَ نَجنِي مَا أقتَرفتَهُ أيدِينَا وسَيبقَى الجُرحُ خَالِدًا
ومَاأقسَاهُ مِن خلود
اشرب مَعِي نَخبَ الحَسرَةِ والنَدم وإنْ كَانَ الكَأسُ مُرَّا
وإنْ كَانَ الكَأسُ مُرًّا زِد عَلَيهِ ألمَ الودَاعِ تَعَالَ تَعَالَ
مطرُودُ يَسقِي مطرود
كُلُّ أبوابِ العَودةِ مُغلقَةٌ وكُلُّ أعذَارِنا لَنْ تَشفع تَحطَّمت
تَحطَّمت آمَالُنَا وقِصتُنَا فِي كُتب الحُبِّ أصبَحَت أصبَحَت
نَصًّا مفقُود
الكاتب
حسام الدين صبري
5.3.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق