نبض نخلة: إستدعاء//الكاتب حسين العربي

الاثنين، 22 مايو 2023

إستدعاء//الكاتب حسين العربي

 #إستدعاء


"في إحدى ضواحي القاهرة الكبرى في منتصف الليل، يعود يوسف من عمله مترنحا مجهدا ثملا للنوم ولسريره الذي يتذمر من صريره دائما ومراتبه المتهالكة التي تؤلم جسده اكثر مما تريحه ولكنه ملاذه الأمن بعد يوم شاق مرهق في عمله في أحد المطاعم الشعبية في وسط البلد.

كعادته منذ كان صبي صغير يمشي ويضرب بقدمه الأرض والحجر وكل ماتطوله قدماه وكانت والدته رحمها الله تلومه دائما على تلك الحركة التي تؤذي قدمه وتقصر من عمر حذاءه الوحيد والذي لا يملكا بديلا له وأثناء تذكره لعتاب والدته له وهو يضرب إحدى الاحجار في الارض أمامه فلتت من بين شفاتيه إبتسامة مبهمة مريرة وإلتمعت عينيه بالدموع فقد صار وحيدا لا حبيب ولا أنيس في تلك الدنيا.

وفجاءة رأي شئ له بريق تحت ذاك الحجر بدى له كأحدى المشغولات الذهبية الثمينه تلفت حوله فكان الشارع خالي من المارة مظلم إلا من ضوء شحيح يأتي من مصباح وحيد أمام متجر من المتاجر

 فركع؛ ليلتقطه فاذا به صندوق ذهبي صغير ذو حواف متداخلة ليس له مفتاح أو مكان يستطيع فتحه منه ولكنه يبدو كلغز أخذه ونفض الغبار من فوقه ووضعه في جيبه وتوجه إلى منزله وعندما دلف إلى منزله خلع ملابسه في عدم إكتراث واتجه بخطى ثقيلة لفراشه يشتهي النوم بشدة، وقد ترك جسده يغرق في سبات كالموت المريح.

وفجاءة أضيئت الغرفة بضوء أصفر مميز كبريق الذهب يخرج من ذاك الصندوق الصغير بداخل جيب بنطاله إضاءة غريبة تقشعر لها الأبدان ويشيب لها الولدان ثم

سمع صوت يهز أرجاء المكان 

_انهض يا يوسف لقد حان الميعاد.. 

تملك الرعب من قلب يوسف وفكر ان يغادر المنزل من شدة الخوف.. لكن الصوت تكرر مرة أخري.. أنهض فقد حان الميعاد.. ثم تبدل كل شئ من حول يوسف، ووجد نفسه في قاعة واسعة يتوسطها مقعد سلطاني فاخر مزخرف بالذهب، ويجلس عليه رجل أشيب الشعر يرتدي تاج مرصع بالجواهر وعلي يمينه ويساره يقف مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس غريبة لا تنتمي لعصرنا هذا

جلباب وعمامة.. ؟


=لماذا تأخرت عن الإجتماع يا صلاح الدين..


_" كان من قال تلك العبارة الرجل الذي يجلس علي العرش.. وكانت الأضواء قد هدأت فعرفته علي الفور.. لقد قرأت عنه كثير.. إنه الخليفة "العاضد الفاطمي" كيف أتيت إلى هذا الزمان.. وكيف أكون أنا صلاح الدين؟

هل روح السلطان صلاح الدين تسكن بداخلي.. هل هذه مشاهد من حياة سابقة"؟ 

قطع سيل أفكاري قول الخليفة العاضد..


= لقد شهدت مصر في السنوات الأخيرة صراعاً علي الوزارة بين "شاور" وضرغام"

ولم يستطع أحدهم حسم الصراع لصالحة.. 

فاستعان" ضرغام بالصلبيين

وأستعان "شاور" بالقائد "نور الدين محمود" 

سلطان حلب وبدأ صراع بينهم وإنتهي بالقضاء علي "شاور" وضرغام"

وتولي عمك" أسد الدين شيركوه" الوزارة تحت رايتي.. 

ولكن القدر لن يمنح" شيركوه" الكثير من الوقت وتوفاه الله.. 


- "لقد بدأت تتضح لي الأمور الأن.. إن تلك الأضواء العجيبة والصندوق العجيب ذهبوا بي إلي عصر الدولة الفاطمية.. ولكن الغريب في الأمر أن أكون أنا صلاح الدين كيف ذلك"؟ 

قطع أفكاري الخليفة مرة أخري..


=بماذا تفكر يا صلاح الدين


_ لا شئ سيدي الخليفة" العاضد"


 أعلم كل هذا رحم الله السلطان" نور الدين، والقائد شيركوه... 


= جئت بك اليوم يا صلاح الدين لأنبئك بتولي الوزارة خلفا لعمك" أسد الدين شيركوه"


_انا يا سيدي


= نعم يا بني إني أرى فيك الحكمة والشجاعة، ويحدثني قلبي إن نهاية الصلبيين ستكون علي يداك وأراك سلطان علي بيت المقدس..


_" تبسمت وقلت في نفسي ستكون رؤياك حقيقه يا مولاي"..


أني أسمع أجراس بيت المقدس من الآن 

أجراس أجراااس أجراااااس 

إنها أجراس المنبه تعلن موعد أستيقاظي 

هل كان كل ذلك حلم؟ لأول مرة أغط في نوم عميق.. ولا يزعجني صرير سريري المتداعي.. ولا أصحو متألم من مرتبة السرير المتهالكة.. نهضت مسرعاً إلي بنطالي فوجدت الصندوق الصغير كما تركته بالأمس.. لعلها لعبة تخص طفل صغير وفقدها، لعله حزين الأن أنه ضيعها ويحلم بعودتها.. كما ضيعنا فلسطين ونحلم بصلاح الدين إن يعيدها لنا من جديد....

#فلسطين_في_القلب


#تمت

#حسين_العربي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا رفيق الدرب//الكاتبة نهلة السمان

 يا رفيق الدرب  يا رفيق الدرب الشائك الطويل كم مررنا على محطات العمر حتى بتنا نخاف لو لم نمر كم سحبنا وراءنا ذيول الخيبة  حتى صرنا نتوقع أي ...