ضلة الروح
دعْ الزمانَ يمضي بما يشتهي الغَريبُ
واكسبْ رَاحُةَ الأيَامِ حِينَ تُصُيبُ
حَتى إذا دَعَاكَ الزَمَانُ لِدَارَ شَقَائهِ
جَفَوتَهُ وَرحتَ تشفَى مَاغَيرُك يُعِيبُ
إنْ كَانَ بِسردِ الحَياةِ تَعبٌ فَالعمرُ
أضحى مِن الشمسُ بنا حِينَما تَغِيبُ
شَتاتٌ أفَاقتْ بِمرِها مَلائكةُ السَماءِ
وَأشقى بِنا ذَاكَ اليومُ النَوكُ الرَهِيبُ
مَا دَارني اليأسُ بكارثتي إلا وتوارى
الفجرُ عني وشاخَ الوجعُ النَهِيبُ
بِجِدَارِ الألمِ كَمْ لِذتُ أصَارعُ الرِيحَ
وَحَسّبتُ بِدَربُ النَجاةِ مِني قَريبُ
فَشَوائبُ الدَهرِ وقَد كَثُرتْ مَخالبها
تعوي القلوبُ وَجعاً إذ سَاقها النَحِيبُ
إني أخافُ إن ضَاقني الوَقتُ ضَجَراً
مخمُورَاً سُهتُ أرتَجِفُ بوجهٍ شَحِيبُ
ذَاكَ الدَهرُ قَضَاني بِنَكسَةُ السّنِينِ
فَرُحتُ كَالمَعتُوهِ أجِرُ قَهريَ الكَئِيبُ
ليسَ بِقَلبي رَاحٌ لِكي أرشُفُهُ رَيحَانٌ
غريِبٌ أجُولُ مَوَاجِعَ الدَهرِ وَأَشِيبُ
و الحَظُ مَا رَاقَنِي يَومَاً حِينَ شَكَوتُهُ
دَنا العمرُ لدارُ الموتِ و الروحُ مُجِيبُ
خَمسُونَ عَامَاً وَ الثِقلُ يُثقِلُني أرَقٌ
أنَاجي بطَعنَ القَومِ وَأشقىَ بِالنَصِيبُ
أطَاحَتني الهمُومُ بِسنِ الصِغرُ وَألقَتْ
بين الجُفونِ بجمرَانها والنَارُ اللَهِيبُ
فِي جَسَدي بركانٌ يَشُدني للجَحِيمِ
وبِروُحِي جِرَاَحٌ مَازَالتْ تلهو كالرَبيبُ
فأودَعتُ بِحرَانَِ المُقَلِ كُلَ الأحبةِ
فَراحَ السَقَمُ يَرسُو بِالوَتِينٌ وَيُهِيبُ
إن كَانَ للصمتِ حزنٌ فَأحزَاني كُلها
صَمتٌ وَهَزَائمُ تَعلو بِمرِها الكَريِبُ
بِمَحَاسِنِ الدُنيَا قَد دَارَ الشَلَلُ بِالألمِ
بدعائي تلكَ الآلهةُ كيفَ لا تستَجِيبُ
لعَلها تُبصرُ حِينما أزحفُ لدَارُ الثَرى
فَالعدلُ بذمةِ اللهِ وَإن بذكرهِ طِيبُ
الكاتب
مصطفى محمد كبار.
8/10/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق