العزّة تغازل غزّة
في قلب الطوفان تناسلت التسميات من نكبة إلى كبوة إلى خيبة...إلى مراودة النصر في أكفافه...من الطليعة إلى المفارز...من السرايا إلى الفصائل..من فتوّة صامدة تكابد الصفيحة والمزنجرة... تعانق المجد الفلسطيني الصارخ...الواقف على برديّة الصقيع ...الضاجِّ بمسافات العويل...
في كل منعطف...يسقط شهيدا... تزغرد أمّه مفاخرة...شبل من أشبالها ارتقى شهيدا...يرفرف في البرازخ العالية...حيث العدالة والوجاهة وأرتال تغوص مترادفة...مستقيمة متناسقة...يا قدس يا عذرية المدائن...يا فصائل المقاومة...كانت الرايات خفّاقة والجموع تجوب المدى ...صدورها عالية...سواريها على قمم الأقصى...تصعّد في سمائها...
أولى القبلتين تدنّسها الأقدام...والسوقة واللئام... في جوف لياليها الغائمة...تصحو الشساعة فجأة...وتدلهم ليال الغزاة الحالكة...يخوضون صدام الرجال والشهامة تنثني شامخة...يعادون رعاع الحطيم...وطغمة معتدية...جيوشها كرّارة متلاطمة ...تغذيها أحقاد السامية ونبذ الآخر...يكرّون في المدى...ككلاب سائبة...سعير يشتعل لهيبه...في المدائن المقيّدة...
أيا فلسطين ...يا جرح في القلب الكظيم...يا رسالة الأحرار في الكينونة ...تستمطر الرجال البواسل...يا قطعة من عبس الليال القمطرير...تسقط جلاميد على خرائب العدو المتهالكة...لا عزاء لهم...سيطويهم التاريخ في مزابله...وتطمرهم الذاكرة المتفحّصة في أتون الفضيحة والمساءلة...
قومي يا قدس ...يا عروس المدائن...لقد زفّت العرسان وانبلج الفجر الداهم...يستوطن السارية والقوافي الثائرة...
النصر صبر ساعة...فاصبروا وصابروا...وجاهدوا...فالقدس لنا...
الكاتب
محمد سليماني.
8/10/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق