نبض نخلة: مذكرات احلام//الكاتبة إكرام التميمي

السبت، 7 أكتوبر 2023

مذكرات احلام//الكاتبة إكرام التميمي

 #خاص_بالمسابقة 

مذكرات احلام 

يومي الاول في مدرستي . 


يومي الأول في المدرسة ، في غرفة صفية صغيرة مزدانة بالرسومات .. 

الجدران مليئة بالالوان والصور الجذابة بالوانها من عصافير وزهور ، كانت فرحتي لا توصف وسعادتي لا تسعني وانا ادخل من باب المدرسة المفتوح على مصراعيه لاستقبال الطلبه الجدد. 

ضحكات تملأ المكان وجوه غريبة تطالعني ، فانا الطفلة الوحيدة التي خلعت من حضن والدتها لتلقى نفسها بين احضان غريبة تاتي للمدرسة بدون مرافقة احد من والديها . 

لم ابكي كما فعل الاطفال الباقون .. 

لم امسك بذراع والدتي او طرف ثوبها .. كما فعل البقية . 

كنت واثقة من نفسي كما لو انني فتاة في ريعان الشباب . 

لقد كنت امسك بيد ابنة جيراننا واذود عنها اي اذى . 

في لحظة واحدة ساد الصمت المكان ليعلوا صوت المعلمة بكلمات الترحيب والعطف علينا نحن الصغار كما رافق كلماتها بعض الترهيب والترغيب للامتثال لاوامرها . 

حينها انتزعت من بين يدي ابنة الجيران لتضعها في صف اخر . 

وبصوت ممزوج بالحنان قالت كلمات علينا ان نعتمد على انفسنا ان نكون اقوياء . 

انها تزرع في نفوسنا الغضة الطرية بعضا من الثقة .

لبث جو من الالفة ولكسر الجمود والخوف الذي يعتري البعض من القادم المجهول . 

سألت السؤال المعتاد الذي نسأله لكل طالب جديد .. 

ليعرف كل منكم عن نفسه ؟ 

وماذا تريد ان تصبح مستقبلا ..؟ 

سؤال حاولت فيه المعلمة ان تستشف رغباتنا وتاخذنا الى عالمنا الذي نحلم به مستقبلا . 

حاولت نبش افكارنا رغم ضآلة ما كنا نفكر فيه حينها . 

علت الاصابع ودب الحماس بيننا وبرقت العيون .. 

اشرأبت عيوننا للسماء .. وخرجت من سراديب خوفها وراحت تسرد على مسامع المعلمة ما يثلج الصدر فمنهم من يريد ان يصبح دكتور ليعالج المرضى .. ومنهم المهندس ليبني البيوت وينشئ المصانع . ومنهم المعلم المحامي ليدافع عن حقوق الضعفاء والمواطنين من السارقين المارقين . 

ومنهم الجندي الذي يحمي ارض الوطن وترابه الطهور .. 

وبعضهم تدافع ليجيب ونسي الاجابة بعد ان اعطي المجال له .. 

مما جعل البعض يضحك ويسخر منه . 

احتجت المعلمة على الطلبة ودعتهم لعدم السخرية . 

وقالت لابد ان نركز على هذا الطالب 

لنهدئ من روعه كي يستعيد ثقته بنفسه . ونمد له يد العون . 

كانت كلماتها كخيط الأمان الذي تنتشله به من اضطراب روحه الخجلى وحبل النجاة الذي خلصه من فزع كاد ينخر عظامه .

وقال انا اريد ان اكون مثلك معلمتي . 

اعلم الطلبة وارتقي بهم .

اما ابنة جيراننا فقد كان حضها اسوء مني بكثير . 

فقد زجت في صف اخر ونتيجة لوضعها الصحي فقد تنمر عليها بعض الطلبة . 

وعادت في نهاية اليوم لتحتمي بي وكانني امها الرؤم . 

اما انا فقد كان حلمي ان اكون كاتبة وراوية قصة . 

لكن الظروف لم تسنح لي بذلك حينها . 

وبقي ذاك الشغف يراودني الى ان وضعت اقدامي اخيرا في عالم اجهل الى اين ياخذني . 

تلك هي ذكرياتي في اول يوم دارسي 

وحلمي الذي كنت اسعى لتحقيقه . 

بقلمي اكرام التميمي الاردن 

.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دورة الزمن//عبد الغني ابو ايمان

.:: دورة الزمن ::. نأتي للدنيا رضعا باكينا.. والكل حولنا بالفرح يغشينا.. حب الوالدين والأهل يلفنا.. والجميع يلهث ليرضينا.. تتوالى أيام طرًّا...