نزفٌ على الرمضاء
لَبعدُكَ في الفؤادِ يصيرُ ضعفا
أنا في الهجرِ في كدرٍ ومنفى
أنا وحدي أقلِّبُ ذكرياتي
فأسكُبُها على قلبي فيشفى
أنا نهرٌ تلوّثَ منه فرعٌ
ولكن لن يغورَ ولن يجفّا
وقفتُ أبلورُ الٱهاتِ عندي
فكم قلبي بها حيث استخفّا
دنوتُ هناك من صخبٍ مقيتٍ
فلم أدنُ وما قرّبتُ زُلفى
جلستُ بعالمٍ أحصي ثراهُ
فامسكُ ريشتي لأعيدَ وصفا
أنا اللهفانُ في عمقِ الفيافي
فهل تبقى الجريئةُ فيَّ لهفى
بدا بلدي يئنُ بكلِّ شبرٍ
فمن يُحصي على رمضاهُ نزفا
فمن يُجلي الجراحَ ومن يداوي
ومن يبني له في القلبِ مشفى
فإن فاتَ الأوانُ فهل سننجو
فهل ننجو إذا بلدي توفّى
إذا وطأ العدوُ خيالَ أرضي
فلا نبقي له قدمًا وظلفا
إذا طمعت عيونُهمُ فإنّا
سنقلعُها ونقتطعُ الأكفّا
فإن شمّت أنوفهُمُ هوانا
فلا نبقي على الخدّين أنفا
فتلك النارُ إن هبّت علينا
بدمٍّ من شراينا تُطفّى
كلامُ ترابِه يبدو نشيدًا
فإن يحكِ فبالكلمِ المقفّى
فما يخفى عليه خداعُ قومٍ
فإيّ خديعةٍ وأذًى سيخفى
وحينَ أصبتَ يابلدي بسهمٍ
أرى هذا العدوَ بنا تشفّى
إذا قامت جحافلُه استردت
ثغورَ المسلمين وأرضَ حيفا
له خيلٌ مسوّمةٌ وجندٌ
يعدُّ لقوةٍ ويحدُّ سيفا
الشاعر
سيد حميد عطاالله .
24/5/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق