عبث المشيب
عبث المشيب بمفرقي وأصابا
عبثا أُفاوض صبغةً وخضابا
ولى الشباب فما له من عودة
هل عاد دهرك للشيوخ شبابا
وكأنه سهم الشقاء أصابني
فلبست من ثوب الأسى جلبابا
كم كنت في فج أجوب ووهدةٍ
ولكم قطعت سهولها وهضابا
كم أنتظر شفق الصباح بليلة
وكم انتظرته بارقا وشهابا
كم كان دهري ظالما في حكمه
ولقيت من شظف الحياة عذابا
ونزفت جرحا غائراً في مهجتي
ولقيت في عرض الحياة ذئابا
ووقعت في فخ الغرام مولع
ياليته عاد الفؤاد وتابا
وإذا لقيت معاتبا أو ناصحا
أقفلت سمعي لا أريد عتابا
غسق الليالي جاءني متوحش
قد نالني من عنده إرهابا
دنياك لو دارت أرتك مرارها
وتحيل نهرك أن يفيض سرابا
إن تقبل الدنيا فعمرك عامر
أو أدبرت كان العمار خرابا
هذي الحياة حقيرة ولأنها
تعلي مقامَ المارق الكذابا
تسقيك شهدا إن ولغت حرامها
أو تمتنع صار المرار شرابا
الشاعر
علي جابر الكريطي .
11/5/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق