لا تلمِسنِي
كُن رقيقاً ، إن تشُدَّني عُنوةً ، تنتابُني
حُمرَةَ الخجل ، أرتبكُ ، أكره الإزعاج
كُن ليناً حنُوناً (كالإسفِنج) إذا سقطتَ
لا قاسياً صلباً سُقوطكَ ، يكسِرُ الزًُجاج
تربَّيتُ على التَّعقُّلٌ ، أقوالٌ و أفعالٌ ،
روحِي قلعةٌ ، وسورُ قلبي ، عاليَ السِّيَاج
أنا فراشةٌ تهربُ عِندَ الصَّخَبُ والشِّجارِ
يتملَّكني الدَّوار ، يُلازمُ رأسِي ارتِجاج
قربكَ صخبٌ ، وانهاكُ مشاعِرٍ لذا أهرَولُ
للهدوءِ ، وأسرَحُ مع شطٍّ ، بلا أمواج
أحبكَ ، ليتكَ حساسٌ هاديءٌ فيَّاضُ
العواطِف ، لطيفٌ ، لا أبغِيكَ متَقلِّبُ المِزاج
تنسَى الهمسُ ، وبحديثكَ غِلظةٌ ، تأفُّفٍ
بأوامرٍ ، تزِنُ بتحاملٍ ، لذا برأيكَ اعوِجاج
ليتني اتباهَى بكَ ، حكيمَ القولِ لا إمعةٌ
ذا قِبلةٌ لكُلِّ حائرٍ يسألُ ، نُصحَكَ سِراج
لِمَ جعلتني أندَم أني عشِقتُكَ ، وكنتُ
مُفعَمةٌ بالأملِ ، أنكَ لِرأسي ، نِعمَ التَّاج
لا تلمِسني ، فبَينما أنا وردةٌ نزَعتُ أشواكي
أراك جعلتني كسجِينةٍ ، تتَمنَّى الإفراج .
لا تلمسني ، عجباً أيَّها الرجال ، إن بلغتُم
المُراد ، فكأنَّما حاجتُكم لنا ، لنُرَبِّيَ الدَّجاج
لا تلمِسني ، كان قربكَ خطيئة ، كم تحملتُ
مِنكَ الصُّدودَ ، كفَى جعلتنا عِبرةَ للأزواج
الكاتب
صلاح شوقي.
23/5/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق