ما حق للأسد الهصور تفاخرا
لو بال يوما في العرين الثعلب
واللبوة الشماء صارت سهلة
من شاء يرضع أو يعيث ويركب
لو كان للفحل المهيب شهامة
تبقى الأناث مصونة لا تغصب
يامن تروم الحلب فاعلم إنه
ما كل ضرع قد يتاح ويحلب
لا يرتدي ثوب الرجولة خائن
تأبى الرجولة أن تخون وتكذب
هل يقتل الشرف الرفيع بفاسد
والعقل في جذع الجهالة يصلب
لا أرتجي النصر المؤزر أن أرى
يمشي بمقدمة الخميس الأرنب
كم مجرم حرا طليقا ياترى
وشريف قوم بالنكال يعاقب
من كان للرأي السديد مصاحبا
ضمن النجاه وإنه لا يغلب
كم غيمة دكناء يرجى ودقها
لكنها جاءت ببرق خلب
قد يصمت الفذ الحكيم تواضعا
وسفيه قوم بالسفاهة يسهب
لا ترتجي القفر اليباب ربيعها
أو أنها من دون ودق تعشب
إندب لأيام البلاء رجالها
ما كل شخص في المكاره يندب
ما طاب عيش والكرامة تزدرى
مالذ من بعد المهانة مشرب
وتهون نفس أن يهون هوانها
كم من مهان وهو لاهٍ يلعب
كم صامت يلوي عنان لسانه
وله كلام في الحشاشة يصخب
كم كاتم للآه وسط جراحه
ونزيفه قهرا يسيح ويشخب
يامن ترى بعض الأناس ولا ترى
من شأنهم شيئًا يروق ويعجب
فلبرما كان الصموت مفوها
أو هادئاً كان الجسور الأصعب
قد تختفي تحت الهدوء ضراوة
وشرار نار في التأني يلهب
كم راغب يخفي تأجج رغبة
ساقت له الأيام ما لا يرغب
ولقد يظن الناس جبنا بالذي
لا يرهب الموت الرهيب فيرهب
ويكر من كان الذي في ظنهم
يلوي العنان إلى النجاة ويهرب
يكفيك فخرا أن تكون مؤدبا
تدعى إلى الخلق الرفيع وتنسب
لا تظلم النفس البريئة في الورى
فالظلم مقت والفضاضة غيهب
وتجارب الأيام تصقل للفتى
من دونها تضني الحياة وتتعب
علي جابر الگريطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق