( أنين غزة )
يا منْ رضيتَ الصّمتَ طَبعاً دائِما
ماذا جَنَيْتَ؟ سِوى الأسى والتَّألّما
هذي البلادُ تئنُّ من وَجَعِ النوى
والقَهرُ في أعماقِها قد أظلما
طفلٌ يُطاردهُ الدَّمارُ بأرضِهِ
لا بيتَ يأويهِ، ولا وجهٌ حَمى
قَصفٌ يُمزّقُ كلَّ حُلمٍ ناعمٍ
ويُريقُ من دَمِهِ الطّهورِ تَيَمُّما
مَنْ ذا يُحاسبُ منْ تَجَبّرَ واعتدى؟
مَنْ ذا يُعيدُ لحقّنا المُهدَّما؟
الظّلمُ عَاثَ، وكلُّ صَوتٍ خائفٍ
والحقُّ يُدفنُ كلّ يومٍ مُبْرَما
أينَ القلوبُ؟ وأينَ نخوةُ أمَّةٍ؟
أم أنَّها قد باعَتِ العهدَ والهُدى؟
جاءوا بأسلحتِ الغُرورِ ولمْ يروا
أنَّ الحجارةَ تُوقظُ القلبَ العَمَا
قد قالَ طفلٌ: "لستُ أخشى موتَهم
ما دامَ نورُ اللهِ في قلبي سَنا"
سَلبوا الطفولةَ من عيونٍ لم تَزل
ترجو السّلامَ، وتَحْتوي ضوءَ الضُّحى
لكنّها ستظلُّ رغمَ جراحِها
تروي الحكاياتِ التي ما أُختُزَى
غزَّةْ ستبقى، لو تهاوى حائطٌ
فالحقُّ يبقى شامخاً لا يُهْزَما.
______________________
بقلمي مصطفى رجب،
مصر- القاهرة
8/4/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق