حديث بلا شجون
عندما يغمرنا الحنين .. نقف على ضفاف الصبر .. نحاول البوح .. فتخذلنا الكلمات .. فلا نملك إلا أن نكتب ..
نكتب كي لا نموت بصمت .. كي نمنح أنفسنا ما يشبه الحياة من مداد وجع أنيق يليق بقلوبنا .
يا من كتبت بماء اليقين .. وسكبت من محبرتك شيئاً يفيض بالحنين . تعالي لنكتب رسائل للغائبين ، نكتبها بماء القلب.
نحن الذين نتقن فن الرحيل حد الحضور .. ونستجدي الكلمات علها تبرر اشتعالنا دون نار .
أما عن عذر الغياب ..
فهو لا يكتب ..بل ينزف .
يقطر من حبر العيون .. قبل أن يمر بماء القلب .
ويمرّغ روحه على ورق لا يحتمل كل هذا الثقل ..
نصف قلب ، ونصف روح ، ونصف شوق .
كيتامى يبحثون عن دفء لا يأتي .
ومداد الشوق قد تجاوز السواد .. واندلق حبرا على الورق لا يعرف الحدود ..أصبح بلون الليل عندما يخون القمر ، بلون الصمت حين يعاقب البوح .
ولو كنت تسألينني عن وصف لحجة التوق ، فما من لغة تحتملها .
هي فقط تنهيدة مكتومة بين ضلعين .. أو ارتجافة قلبٍ ..لم يعد يطيق الصبر .
اكتبي يا صديقة الغياب ..
ولا تخافي.. من امتلاء المحبرة
فكلما كتبنا ونمنح ارواحنا فرصة أخرى للنجاة او العبور..
حتى وإن كان النجاة وهماً نعلق عليه خيباتنا .
بقلمي
اكرام التميمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق