سَأَرْحَلُ :
سَأَرْحَلُ، سآخُذُ حَقيْبَةَ هُموْمي وَأَضَعُ فيْها دُموْعِيَ الحائِرَةَ وَقَلْبِيَ المَكْسوْرَ وَأَرْحَلُ.
سَأَرْحَلُ إِلى بِلادٍ بَعيْدَةٍ فيْها أَجِدُ الكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ وَالإِنْسانِيَّةَ بِكُلِّ مَعانيْها السّامِيَةِ. سَأَجِدُ هُناكَ حَتْمًا مِنْ يَمْنَحوْني الطّاقَةَ الإِيجابِيَّةَ وَالفَرَحَ دوْنَ مُقابِلٍ. بِالتَأْكيْدِ سَأَجِدُ مَنْ يَتَقَبَّلوْني بِسَيِّئاتي (وَما أَكْثَرُها!) قَبْلَ حَسَناتي (وَما أَقَلُّها!)، وَبِغَضَبي قَبْلَ هُدوئي، وَبِتَسَرُّعي قَبْلَ طيْبَةِ قَلْبي.
سَأَرْحَلُ، وَأَعِدُكُمْ بِعَدَمْ الإِزْعاجِ أَوِ العَوْدَةِ. سَأَرْحَلُ حامِلَةً انْكِسارَ نَفْسي وَضَعْفي وَقِلَّةَ حيْلَتي. سَأَرْحَلُ وَالأَلَمُ العَميقُ مَعَ الوَجَعِ مُعْتادَةٌ أَنا عَلَيْهِما مُنْذُ زَمَنٍ بَعيْدٍ.
سَأَرْحَلُ، وَفي القَلْبِ غَصَّةٌ لَنْ تُمْحى بِسُهوْلَةٍ. سَأَرْحَلُ إِلى شاطِىءِ النِّسْيانِ، حَيْثُ أَمْواجُ البَحْرِ تَبْتَلِعُ الحاضِرَ وَالمُسْتَقْبَلَ المَليءَ بِالغُموضِ وَبِالمَجْهولِ.
بقلم الأديبة : عبير محمود أَبو عيد. فِلَسطين - القدس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق