نبض نخلة: المصير //بقلم الكاتب عادل عبدالله تهامي السيد علي

الخميس، 3 يوليو 2025

المصير //بقلم الكاتب عادل عبدالله تهامي السيد علي

 المصير 


الحب من أول نظره وما يتبعه من خفقان القلب وارتعاد الأطراف وشحوب الوجه الذي يفضح صاحبه .

لم تكن نظرة ولكنه أشبه بماس كهربائي يزلزل الجسد .

بعينها التي تتألق بريقا ولمعانا سحرته ،

لمح أصابعها تتحرك ..يدرك معنى استخدام السبابة وإشارته بأن يتقدم نحوها .. يالا جرأتها ..!

راقب البنصر ..وجده يرتعد .. يدرك ارتباطه بالقلب .

تجاهل عامدا إشارتها وتحرك في عكس الاتجاه ، ومضي دون أن يلتفت للوراء .

ترك صخب الشارع وازدحامه وسلك الحواري والأزقة.

نفس العين وبذات النظرات وجدها في انتظاره .

ملابسها ليست كما رآها في الشارع الشهير ، ردد بهمهمة : ليست هي؛ فشتان بين ملابس الطبقة الراقية وملابس بنت البلد . 

تركته في حيرة ومضت .

عبث في خصلات شعره الأسود الداكن

وراقب نبضات القلب ..وجدها على حالتها ترتفع وتتصارع .

متوسدا مخدعه الناعم استلقى على ظهره وعيناه تراقبان السقف .

إضاءة باهتة يفضلها حين نومه ، وتفكير

لايوفر له فرصة النوم .

ينقسم السقف يمينا ويسارا .. عينين هنا وهناك ، ونظرات تبعث الحيرة .

 تتجسد ذات اليمين بملابس تظهر أكثر مما تخفي ..تتألق سحرا وفي يدها ثعبان الكوبرا الملكية ..تقترب فيبتعد في خوف .. تهمس في أذنه : بيننا عهد .

تضعها حول رقبته كقلادة ذهبية .

وتقف ذات اليسار بملابس يألفها وفي يدها حيوان صغير يدعى النمس ..

يعرف مقدار العداء بين الكوبرا والنمس.

يشتاق لذات اليمين ويهيم بذات اليسار

تختفي بكوبرتها الملكية ،وتذوب الأخرى كأن لم تكن .

يجلس وحيدا في غرفته ..يطفئ الأنوار الخافتة ويشعل الغرفة بضوء يظهر جميع الأركان..يتحرى وجودهما حتى تأكد أنها مجرد وساوس .

يخرج إلى الشرفة ، يرمق شعاعا يخترق سحابة سوداء .. يكبر الشعاع حتى تذوب .. لا يرى من السماء سوى سحابة بيضاء تتحرك ببطء ..

تصافح وجهه نسمة رقيقة ويسمع زقزقة حسونه المحبب .


الكاتب 

عادل عبدالله تهامي السيد علي.

3/7/2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مازلت اراقص النسيم//بقلم الكاتب سامي حسن عامر

 مازلت أراقص النسيم  مازلت أراقص النسيم رغم ندبات الجروح  أحلق نحو فضاء يعانق عذوبتي  مازال في العمر ربيع يداعب الروح  هنا يا بعد عمري حطت ر...