نبض نخلة: ساعة في ساحة العرض//بقلم الكاتب سيد حميد عطاالله

الأحد، 27 يوليو 2025

ساعة في ساحة العرض//بقلم الكاتب سيد حميد عطاالله

 ساعة في ساحة العرض


علّقتها على الجدار،

بكامل أناقتها:

إطارٌ ذهبي، عقربان مطيعان،

وصمتٌ يجعلها تبدو حكيمة.

لكنها كانت ترفض أن تمشي.


ظننتُها ميتة،

فتحتها… نبضت!

لكن نبضها لا يريد الوصول،

كأنها قرّرت أن تُثبت الزمن في موضع الجريمة،

حيث سقط أول سؤال ولم يُجَب.


كلما مرّ الناس بها،

قالوا: "جميلة… لكنها لا تعمل."

فابتسمت هي،

وكأنها تعرف أن الذي يعمل بلا معنى… أقربُ للخراب.


كنتُ أقول لها:

"حرّكي عقاربك، دعيني أرى الدقائق تهرب."

فتردّ عليّ بنظرةٍ بلا صوت:

"لماذا أعدّ وقتًا لا أحد فيه في موعده؟"


قالت لي مرة:

"العقرب الصغير تعب،

ظلّ يدور حول نفسه قرنًا ولم يصل،

والعقرب الكبير يلاحقه منذ الأزل،

لكن لا أحد منهما يعرف إلى أين."


الساعة لم تكن مكسورة،

الزمن هو الذي لم يعُد يصلح للقياس.

كل شيءٍ يسير بلا وقت،

وكل لحظةٍ تشبه أختها… إلا في عدد الخيبات.


أحيانًا، كانت تضحك،

حين تسمع أحدهم يقول: "لا وقت لديّ."

فتهمس لي:

"هم لا يعلمون أن الوقت هو من ليس لديه أحد."


تركتها معلّقةً في الصالة،

تُرعب الزائرين بصمتها الواثق،

ترفض أن تُشارك في الكذب،

وترفض أن تدقّ ساعةً لا أحد يسمعها.


الوقتُ حين يموت

لا يحزن عليه أحد،

ولا نلبس عليه السواد.

الساعة لا تموت من الداخل،

بل نحن الذين نموت.


بعضُنا يختفي

ولا نبحث عنه،

يذهب مع عقارب الساعة

إلى المجهول.


لو سألنا أحدًا ما:

كم ساعة دُفنت في مقبرة الزمن؟

لأجاب ضاحكًا:

أكثر من المقابر نفسها.


وكلما دفنّا ساعة،

دفنّا ما يمدّنا بالبقاء،

دفنّا أوكسجين أرواحنا،

وظللنا نبحث عن الهواء

في زمن لا هواء فيه.


الكاتب 

سيد حميد عطاالله.

28/7/2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قلبي//بقلم الكاتبة هويدا سقار

 قلبي  أنت لا تعلم بأني  أفكر بقلبي  أحلم بقلبي  أتحدث بقلبي  لذلك أنا دائماً أهتم لأجله أتعاطف معه  أرأف به  أطبطب عليه  هو دليلي وبوصلتي  ...