عِطــــرُ الشّهيــــد
قـــد فـاضَ عِطرٌ للشهيــدِ كأنَّهُ
وَحــيٌ يُحلِّقُ في المدى ويَسودُ
ويعـــــودُ بالأرواحِ يُنبتُ صَبرَها
فــكأنَّمــــا غَيثٌ هناكَ يَجــودُ
جنّــــــاتُ عدنٍ أُزهرت لجزائهِ
فيها الخلـودُ وفي الثرى تمجيدْ
دمُــهُ الســّراجُ و للكرامةِ باعِثٌ
ويُجِـلُّــــهُ التكبيـــرُ والتحميــــدُ
يُحييــهِ فجرُ الحقِّ في أعماقِنا
لا ليــلُ بعدَ النورِ، كيفَ يَعودُ ؟!
هـــوَ مــا تحاشـــاهُ الفَنـــاءُ و إنَّهُ
في كـــلِّ قـــلــبٍ نابضٍ مَوجودُ
هــــوَ نورُ أمّتنــا إذا حَلَّ الدُّجَى
وهـــو الخلـــودُ وغيثُـهُ ممــدودُ
إنْ غـــابَ مِـنّـا في التُّـرابِ فإنَّهُ
عَـهــــــدٌ لــدى آمالِـنـــــا معقودُ
يُصغــي الصَّعيدُ إلى دَمٍ متدفِّقٍ
فيُعيـــــدُ ســـرَّ اللهِ حيثُ يقـودُ
ما مـــــاتَ، بل إنَّ الخلائقَ كلَّها
فـــي ثَوبِــــهِ خَيطٌ ، عليهِ شهودُ
يَمشــي على أهدابِ كَونٍ خاشعٍ
والكـــــونُ نــادٍ ، والدماءُ سُجودُ
وبروحـــهِ الأفلاكُ نشوى إن بَدا
وكأنّـهـــــــــا وَردٌ زَكَــــــــاهُ وُرودُ
ويظـــلُّ في عينِ الزمانِ قصيدةً
الشّمــسُ تشدوها ، فطابَ نشيدُ
يسقي ترابَ الأرضِ معنى قُدسِها
وكأنهـــا مَـجــــدٌ بِــهِ مَـحــدودُ !!
تسمــــو بهِ أُمٌّ دَعتـــــهُ إلى الذُّرا
ويُـجِـلُّـهــــــا المفقـودُ والموجودُ
لا عيــــنَ تبكيـهِ سوى من فرحَةٍ
طـــافت بنا الأرواحُ، حانَ صُعودُ
نِعْــمَ الوجــــوهُ إذا تبسّــم ثغرها
وازدانَ من عطـــرِ الجِنان شهيدُ
الكاتبة
وفــاء فــلاح.
26/8/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق