المرأة من هي
محمد توفيق ممدوح الرفاعي
المرأة هي المخلوق الإلهي الذي خلقه نداً للرجل فمن هي المرأة .
هي الخصبُ والعطاءُ والنماءُ والحبُ والحنانُ والعواطفُ التي لا تنتهي
والسمو ونكران الذات وهي الإمتداد الإنساني لاستمرار البشرية
التي تبدأ ببناء أساس الأسرة التي تعتبر اللبنة الأولى في تكوين المجتمع
حتى وان كان مجتمعاً ذكورياً بامتياز وهي الوعاء الحاضن
الذي تنضوي فيه كل القيم الأخلاقية والاجتماعية والتربوية ،
إنها ذلك الجندي المجهول الذي يضحي ويعطي بلا حدود وهي صامتة
لا تنتظر جزاءً ولا شكوراً كالنجوم تضيء بصمت ،
وكلما صلحت صلح المجتمع بأكمله
وكلما كانت ذات شخصية قوية مثقفة اصبح المجتمع متماسكاً
معطاءً وقدم للإنسانية الحضارة الراقية بأنجابها أجيالاً مثقفة واعية
ذات قيم سامية .
وعلى الرغم مما مرت به بلادنا من تخلف وجهل ابخس المرأة
قيمتها الإنسانية والإجتماعية إلا انه كان للمرأة نصيب كبير وريادي
في هذا العطاء على كافة الأصعدة والمجالات العلمية والثقافية
والاجتماعية والقيادية
و قدمت الكثير الكثير وفي تاريخنا القديم
قبل جاهليتنا الجديدة
هناك شواهد كثيرة على أهمية المرأة ودورها الإجتماعي والريادي
وتنظر لها نظرة الند للند
حيث أثبتت وجوديتها في مجالات عدة واثبتت انها شريكة الرجل
في حمل مسؤولياته وهناك الكثيرات ممن ذكرهن التاريخ
ولا ننسى ان الرسالات السماوية أعطتها ما أعطت للرجل
وحملتها مسؤوليات كاملة فكان منهن مناضلات قياديات وملكات واديبات وطبيبات
ولكن وبكل اسف وبسبب تفكك مجتمعاتنا وانتشار الجهل والأمية
والفقر وطغيان بعض الاشخاص ممن اتخذوا من سلاح الجهل
معولا يهدمون فيه كل القيم الانسانية والاجتماعية
ليتمكنوا من السيطرة على الناس وتسخيرهم لخدمتهم فاستحدثوا قوانين جديدة
بما يخدم مصالحهم فحرفوا كل القواعد الأخلاقية والإجتماعية
وحتى العلمية عن مسارها الصحيح وسخروا الأديان
ورجال الدين لصالحهم
كسلعة لهم مستغلين الجهل الذي حل بالمجتمعات فإستصدروا الفتاوى الشرعية
ليجعلوا من قوانينهم قوانين إلهية وجاء الاستعمار ليثبت هذه القواعد
ويساعدهم في تضييق الخناق ليضمن سيطرته على الشعوب
عن طريق هؤلاء الجهلة وكان للمرأة النصيب الأكبر فانهارت مكانتها
بإبعادها عن الساحة الاجتماعية والعلمية والطبيعية
فضيقت عليها الخناق لتجعل منها سريرة فراش كالمتاع
في ركن المنزل وجواري للخدمة
فراجت تجارة الرقيق إمعانا في اذلالها وانتهاك عزتها وكرامتها
وابتدعت اعرافا وتقاليد لتعود بها الى عصور جاهلية الجاهلية
لكنها حتى وان كانت مغفلة ومهمشة لم تنسَ دورها الذي تؤديه
وان كان من وراء الكواليس وخلف الجدران العالية
وان كان هذا المجتمع جاهلاً .
ولذلك فكلما كان المجتمع منفتحاً ومتطوراً
ويهتم برعاية وتوعية المرأة كان دورها اقوى واشمل ينعكس ايجابياً
على الأسرة خصوصاً وعلى المجتمع عموماً
حتى ان المجتمع المثقف والمتطور لم يكن كذلك لولا ذلك الدور الذي كانت تؤديه
والذي يتصف بالوعي الشامل ويأخذ صفة الريادة والقيادة والتوجيه
حيث انه بالأصل هي من كان ممسكاً بزمام المبادرة
وتفاعليا مع التطور المحتوم للمجتمعات حتى اننا لو ألقينا نظرة على مجريات التاريخ او ثورات التحرر
كانت المرأة في المقدمة وفي واجهة الاحداث والمحرك لها
حتى وان لم يكن كذلك كانت تدير الامور من خلف الرجال الذين آمنوا بحقها
وتبنوا قضيتها الحتمية التاريخية وشاركوها قضاياها وهؤلاء الرجال حتماً كانت لهم امهات زرعنَ فيهم
القيم والأخلاق ومباديء الحرية
والعدالة الإجتماعية
وهذا يعني أن الحتمية التاريخية للمجتمعات هي التساوي بين الجميع طبقياً واجتماعياً ذكورياً وانثوياً ومن هنا نرى انَّ الأم هي العطاء الدائم
والتضحية اللا محدودة فكلما كان المجتمع مثقفاً منفتحاً كان عطاؤها افضل وانجع واشمل ولو نظرنا ضمن أسرنا لوجدنا أن هناك ثلاث نساء أمهات
الأولى هي الوالدة وهي المرأة التي اختارها والدك لتكون أُماً لك
والتي انعم الله بها عليك لتكون والدتك والتي تفخر بها وتفتخر بك
فعندما يكون الوالد مثقفاً متفهماً ومنفتحاً وعلى قدر من المسؤولية يستطيع اختيار الشريك المناسب
لحياته أو احسن معاملتها ليكون معها أسرة ذات بنية قوية
وينجبان ابناء اصحاء يبنون المستقبل وهنا دورك ايها الأبن ان تشكر والدك على حسن الاختيار
بان اختار لك اماً مثالية وان تتواضع لها لأنها تحملت من أجلك الكثير الكثير وزرعت فيك
القيم والاخلاق الحميدة .
اما الأم الثانية في زوجتك عندما تكون انت نتاج أسرة مثقفة واعية فبالتأكيد أنت ستنهج نهج ابويك
وتختار شريكاً لحياتك وأماً لأبنائك لتبني أسرة جديدة سعيدة وهنا لا انفي العاطفة والحب
فهما مكونان اساسيان للمجتمع السليم المتعلم والمنتج ولك هنا دورا عظيم الشأن
فعندما تعامل زوجتك معاملة انسانية وتتساوى معها في الحقوق والواجبات وتحمل المسؤولية
وتمنحها الاحترام الواجب لها والثقة المعقلنة تكون قد أديت بعضا من واجباتك لأمك
لأنك عندما تحترم زوجتك شريكة حياتك تحترم والدتك وعندما تحيطها بالحب والرعاية
تحيط ايضاً بهما امك والدتك .
اما الأم الثالثة
فهي الام المستقبلية التي سيكون لها الدور القادم في المستقبل الا وهي ابنتك انعم الله بها عليك وادخلت الفرح والسرور حين اتت الى الدنيا .
عندما تحيط ابنتك بالحب والرعاية والحنان وتهيء لها الاجواء والتربية الاخلاقية المناسبتين
تكون قد اسهمت في بناء المستقبل لك ولأسرتك وللمجتمع
فعندما نقوم برعاية وتعليم بناتنا وإعطائهنَّ الثقة بأنفسهنَّ
ومساعدتهنَّ في الاختيار الصحيح نكون قد انجزنا الكثير في عملية بناء المجتمع المتطور المتمدن
المتعلم فكم من الاديبات والطبيبات والسياسيات قد رفعنَ من شأن اسرهنَّ ومجتمعاتهنَّ واسهمنَ
في التحرر ليس من الجهل فقط فكنَّ مناضلاتٍ شرساتٍ مرغتْ انف المستعمرين في التراب وساهمنَ ايضاً في رفد المجتمع بأمهات للمستقبل
مثاليات قادرات على بناء اسر سليمة معافى .
هؤلاء الأمهات الثلاث الوالدة والزوجة والابنة ألا يستحقنَ منا كل محبة وامتنان الاولى اتت بك
الى الدنيا وتحملت من اجلك الكثير والثانية التي تخلت عن اهلها واختارت ان تشاركك حياتها
والثالثة التي ادخلت الفرح والبهجة لبيتك وملأت أركان البيت مرحاً وسعادة
المرأة خصوبة ونماء
وحب وعاطفة والأم عطاء بلا حدود والزوجة شراكة
وجود والابنة سعادة وحبور
الكاتب
محمد توفيق ممدوح الرفاعي
9/3/2021
رائع وجميل ماخطت يمينك💐🌺💐
ردحذف