عنبر الحوت
أريدُ أن أستقيلَ من حبِّ النساء
وأتركُ الجمل بما حمل
وأتركُ الشهد عالقاً بالشفاه مكبل الصراح
وعنبر الحوت الأزرق متأبطا خصر الملاح
وتلك الخدود مرمية على أرصفة النجوم
فهل رأيتم عبقريا بهذا الغباء
أريد أن أعيد جميع التضاريس لخرائطها
وأعيد جميع الأشواق لمحارقها
وأستعيذ ربي في استقالتي
من.فتنة النساء في الإبتلاء
أريد أن أفر بجلدي من فتنة كقطع الليل
ومن همزة امرأة تستدرجني للويل
فأنا لم أعدْ يا سيدتي بشرا كما كنت
ولم يعد لي قلب كما كنت
ويشرفني أن أكون في البرية فحل الضباء
أريد أن أقتفي أثر رسول العشق
وأتعلم حرفة السامري
وتسول لي نفسي فعلتي
وأصنع عجلا له خوار من ألم النساء
أريد أن ألقي منشفتي وأرى مستقبلي
وأرعى شياهي بلا وجل
وأقرأ قصائدي على مهل
وأكتب يوميات نهضتي على عجل
فأنا الرجل الوحيد الذي يتقدم يتقهقر للوراء
أريد أنسحب من العصر الحجري النسوي
وأمحو همسات جواري القصر الأموي
وأجلس العشاق على الخوازيق
وأكتب بالدماء المتدفقة معلقات على الغرانيق
وأشيد لجميع الموتى مقبرة للشهداء
أريدُ أن أعتزل العشق والهوى والغزل
وألتحق بثغور الحرب كما البطل
وأعبر إن إقتضى الحال حلقات زحل
وأكسر القلم الذي أفسد عني لذة الزهاد والإختلاء
أنا ياسيدتي لادرع لي هنا
ولا سيف لي
ولا محبرة ولا حبر
ولا ملح ولا خبز يسند طولي
فكل مالي وأشيائي خسرتها في قمار الجميلات على الهواء
فكيف لي ألا أستقيل
وكيف لي أن أجلس
وكل الإرهاصات فتحت كتبها كي تقيلني
وتحمل عرشي على جناح هدهد
أنهكته أوامر الأنبياء
أريد أن أنهي عهدا قصم سنام البعير
وأن أفتح نوافذي مدللا أنفاسي كما الأمير
أعيد لفسيفساء التغريد نشوة العصافير
أكتبني خارج إطار النساء والقناطير
وأحمل شمسي وقمري في الليلة القمرية
وأعود إلى مابعد البعد كالأولياء
الكاتب
خالد فريطاس الجزائر
19/3/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق