(خيمة وأوتاد)
من مددِ
دارَ الزمانُ على قلبي فضاعَ غدي
من أين أبدأُ والدنيا بدايتُها
كما النهايةِ ما أوحَت خطوطُ يدي
ما خُيِّرَت فيكِ نفسٌ أن تعيش ولا
أضْحَت خُطاها كما تَهوى من السددِ
يا دار خلٌِيَ ما أسْرَت رحالُهمُ
ألا وأسْرَت بقلبي فانبرى جسدي
وتاهت الروحُ من بلوى الفراقِ وما
أبْقَت على خاطرٍ يحيي ومعتمَدِ
هي الديارُ وقد ضاعَت مفاتنُها
والياسمينُ بكى من حرقةِ الحسدِ
وغادرَ البلبلُ الصدّاحُ دوحتَه
وكِسفةُ الشمسِ لم تشرقْ ولم تعِدِ
معشوقتي وَجعٌ يبقي خناجرَه ُ
فألفظ الحرف مسجوعاً من الكمدِ
وتلك تلك نجومُ الليلِ غافلةٌ
والبدر في الجبِّ يشكو طعنة السندِ
وتلك تلك عذاباتي
واستقيها وغيض البحرِ في الزبدِ
عاث الغزاة بحقل القمح فاندثرت
بيادر الخيرِ والأحلامِ في بلدي
فمنجل الموت ما أبقى لسنبلة
حظاً من العمر مزهوا وعن عمدِ
أيا عراقُ أمازون مرابِعُنا
تزهو وصحبتُنا صفرٌ بلا عدد؟!
أيا عراقُ أما زالَ الشباب هنا
حمرٌ لبوسُهمُ تحيا لمُعتَقَدِ
وخنجرُ الغاصبِ استشرى بخاصرةٍ
ناءَت بحملِ جراحِ الشِيبِ والولدِ
تفرّق الجَمعُ أغراباً بخيمتهم
أما لخيمةِ عزّ العُربِ من وتدِ
ثوري على الظلمِ لا تبقَي مكبلةً
بغدادُ فيك الرجا شمساً لخيرِ غدِ
----------
الكاتب
جاسم الطائي
2/4/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق