جِــــئتُكِ ...
جئتُكِ أحمِلُ حقائبي
لأعلِنَ ٱستقالتي
وأقدمَ لكِ أوراقَ ٱعتِمـــادي
أتمنّى أن تقبَلي
ٱعـــتِذاري
بعد أن تكرّر ٱنكساري
وما كادت أشرِعتي
تَحتَملُ ٱنتظاري
خُضتُ المعاركَ
كلَّها حتى التي
كان فيها أحتمال حتفي
وركبتُ البحرَ
رغم أنّي أخشاهُ
ويَقيني بِجَور
البِحارِ
قطعتُ أجاجَها
لآتيكِ بسِرٍّ
من أسراري
جئتُكِ لأعتَرفَ
أنّ كلَّ ٱمتحاناتي
معكِ قصمَت ظهري
ولم أعدْ آتيكِ
زائراً إلا ٱضطراري
فما قيمةُ حُضوري
بعد كل هذا
جـَرى ويَجري
مهلاً توقّفي إستَمعي لقلبــي
يُحدّثكِ عن
سِرّ ٱنتِحاري
أقَدّم ٱستِقالتي
اليومَ ولا تُرجِيها
هذا قدَري
فلم أكَد أعــبُرُ
الأنهارَ رغم قلّةِ
الماءِ الجاري
بعد أن كان البحرُ
يَخشى عُبوري
مَزّقتُ كلَّ أوراقي
حتى التي نظّمتُ
على بياضِها
أشـــعاري
لم تَعُد تَهمُّني
تَضاريسُ
أرضك
للسّمـــاء
أمطري أو لا تُمطِر
فالعُمرُ طال بي
والشيبُ غزا شَعري
لم أعُد
أميّز بين الأحجارِ
والأزهــــارِ
فكلّ أشيائي
الثمينةِ
تَجاوزَها الزّمنُ
فصارت لُعبةً
لصغارِي
الموجُ إذا طالَ
ضربُه
يُفتِّتُ أعتَى
الأحجارِ
إنتَظرينِي وٱسمَعي
قصيدَتي ففِيها
أعلنتُ لكِ عنِ ٱستِقالتي
لضعفِ حــيلتي
فتَقبّلي ٱعتذاري
وهذا آخرُ قرَاري ...
الكاتب
# فريد_المصباحي
6/6/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق