نبض نخلة: الملاك الحارس // الكاتب أشرف رسلان..ج5

الجمعة، 2 يوليو 2021

الملاك الحارس // الكاتب أشرف رسلان..ج5

 المَلاك الحَارس


رَدَّتْ عَلى عَرضِ(أحمَد) قائلةً : ....

     -لَقَد كَانَ حُبُّكَ الطاهُر هُوَ مَلاكي 

     الحَارِس مِن غَفْوَةِ الشَّيطانِ ، لا 

     أوَدُّ أنْ تَكون صَديقًا أو أخًا فَقَط 

     بَل أغلَى شيء لِي فِي الوُجود

(تتَنهَّدُ مُكملةً حَديثها) 

     -كُنت أنوي اليوم أن أعترِفَ 

     لَك  بِأنَّنا لا نصلح معا السَّير

     بطريق واحد ، فَكِلانا مُكَبلٌ

     بقيود،فَيَجِب أن أُعوِضَ أُختي 

     الكُبرى عن بعض ما قَدَّمَته 

     لَنا ، وَ أن أقَف بجوار أُختي

     الصُّغرى لِتُتِم تعليمَهاوأنتَ مَازال 

     أمامَك أخوين ترعاهُما، لكنني 

     حَقاً أحبَبتُ وَفاءَك .. رُجولتك 

     أحبَبتُ طهارتَك وَ نَقاءَك ، 

     أقُولُها لَك الآنَ بِصدقٍ وَ نبراتها 

     تَشُق صَدري،نَابِعةً مِن القَلب 

     إني أُحبُّك ... أُحبُّك. 


لَمْ يَتمَالَك (أحمد) نَفسه وَيضمُها الى 

صَدره :

  -أُحبُّكِ أيضًا،وَلكن كُل مِنا 

عَليه 

  واجب فيجب أن نؤديه معًا .....

(سَلوَى) : - معًا .....

يتفق كل من(أحمَد)و(سلوى) أن يَتزوجا

اليَوم ، وَ يَتصل هُوَ بأخويه ليُخبرهُما

بِهذا الخَبر الَّذِي تَحَدثَ مَعَهُما فِيه مِن 

قَبل ، وَ هُما الآن  عِندَ خَالتهِما  في 

الأسكندرية، وَ عندما يُطالِبَانه بالتَّمهل 

وعَدم الإسْراع لِيُشَارِكَانَهُ فَرحَتِه، كيف؟ 

و هو لا يَقوى عَلى الإنتِظار، فيُعَلل لهُما 

ذَلكَ لأسبابٍ منها اِقتصَاداً لِمصَاريف لا دَاعي 

لَها ، وَأنَّ هُناك ظُروف سَيُوَضِحُها لهُما 

فيما بَعد، ذَهبَ مَعَها الى مَنزلها ليُحضر 

أختيها ، وَ تَقوم هِي بإبدال ملابسها ، وَ 

يُسرعُ الحَبيبان الى المَأذون لِعَقد قرانهما .


يَعقدان القران وَ يقومُ بتوصيل ( ليلى ) 

و(عبير) الى المَنزل ،ويستأذنهما (أحمد) 

أن يَقْضِي الأسبوع الأول من الزواج في 

شَقتِه مَع (سَلوى) وَ يترك لهما العُنوان ، 

ثُمَّ يَقودُ سَيارته وَ فُؤادُه يتراقصُ مِن 

فرط السَّعَادةِ، فهُوَ لمْ يُرتبْ تِلْكَ 

الأحدَاث السَّريعة المُتَتالية التى انتهت 

بِحُسنِ الخَاتِمة ، يذهبان لتناول العَشاء  

فِي إحدى الأماكن ،وبينما هُوَ جَالسٌ مَعها 

يَتبادلان الضَّحِكاتِ ويعيشان لحَظاتٍ 

سَعيدة ، تأتي لحظةٌ تَتغير 

مَلامح وَجهِهَا عِندما رَأت ( ماجد )

جَالِساً على الطَّاوِلة المُقابلة لَها خَلف 

(أحمد) ، يَضع ضُمادَةً عَلى رأسه ، فَتُخبِرُ

(أحمد) بِما رَأته و تطلبُ مِنهُ أنْ يُغادرا 

المكان ، فيَخرجان مِنه وَ يَنطلق بِسيارتِه 

عَائدًا إلى شَقتِه وأثْنَاء صُعود

السَّيارةِ 

لإحدَى الكَباريه يَجد سَيارَة مُسرِعةً 

تُحاولُ أنْ تَصطدمَ بِسيارته لِتُغَيرَ إتجاهها 

نَحو النِّيل ، يَنظُران فِي دهشة

     - "إنه ماجد" .


يَنتَابهما الارتباك وعَبثا يحاول (أحمد)

تفادي التَّصادُم ، تَحّتَكُ سَيارتهما بِسور 

الكُبري فَوق نَهر النِّيل وَ لكن ( أحمد ) 

يَسّتَطيع الإفلاتَ مِن السُّقوط في مَجرَى 

النَّهر وَ تَنقلِب بِهما السيارة مرتين على 

أسفلت الطريق ، وَتستمر سيارة ( ماجد ) 

بالإندفاع نحو السور لِتَسقط في مجري 

النهر .


كُل هَذِه الأحداث مَا تَذكْرَتها ( سَلوَى ) 

عِندَما دَخَل عَليها (أحمد) بِطعامِ الإفطار،  

واِتَجَه  نَحوها قَائِلاً : 

     -صَباح الخَير حَبيبتي .

قَالَت لَهُ : 

     - مَاذا حَدث ؟ 

     كَيف جِئتَ الى هُنا ؟ 

     مَا هَذا المَكان ؟ 

     بِالأمسِ كُلُّ مَا أذْكُره إنقلاب 

     السيارة .

كَسَا وَجه (أحمَد) حَالةً مِن الفَرح ، كَاد 

أن يَقفزَ مِن السّعادَةِ وَ يتَحركُ يُمنَةً 

ويسارا ، كأنه يتراقص من إيقاعِ كلماتها ...  

     -(نَعمْ أنتَ زَوجي الحَبيب وَلَكن 

     كَيف .. أنا هُنا ؟ وأينَ أنا ؟ 

لَكنَهُ تَجاهلها وَخَرجَ مُسرعاً ودَخل عَليهَا 

وَبِرِفْقَتِه ( عبير )أختها ، تحملُ عَلى يَديها 

طِفْلَةً تَبكي لا يتجاوز عُمهرَها

تِسعَةَ 

أشهُر رَائعةُ الجَمال، وهِيَ في دَهشَةٍ 

مِمَا تَراهُ عَيناها ، زادتْ دَهشَتَها عِندما

قَالت لَها (عبير) : 

     -أرّضِعي اِبنَتِك ( ميار ) يا.  

     ( سَلوَى ) فَهِيَ جَائِعةٌ .

تسألت (سَلوَى):

     - كَيفَ تَكون ابنَتِها ؟ 

     وَ هِيَ تَزوَجتْ بِالأمْسِ .

                      ((تمت))


الكاتب

اشرف رسلان

2/7/2021




هناك تعليق واحد:

حبات المسبحة//بقلم الكاتب عادل عبدالله تهامي السيد

 حبات المسبحة   وضعت مبادئي أمام حياتي .. تصارعا حتى صرخت بأعلى صوتي : توقفا . زاد خوفي حتى وجدته يكبل حركتي. مضيت في طريق طويل و تعثرت قدما...