المَلاك الحَارس
رَدَّتْ عَلى عَرضِ(أحمَد) قائلةً : ....
-لَقَد كَانَ حُبُّكَ الطاهُر هُوَ مَلاكي
الحَارِس مِن غَفْوَةِ الشَّيطانِ ، لا
أوَدُّ أنْ تَكون صَديقًا أو أخًا فَقَط
بَل أغلَى شيء لِي فِي الوُجود
(تتَنهَّدُ مُكملةً حَديثها)
-كُنت أنوي اليوم أن أعترِفَ
لَك بِأنَّنا لا نصلح معا السَّير
بطريق واحد ، فَكِلانا مُكَبلٌ
بقيود،فَيَجِب أن أُعوِضَ أُختي
الكُبرى عن بعض ما قَدَّمَته
لَنا ، وَ أن أقَف بجوار أُختي
الصُّغرى لِتُتِم تعليمَهاوأنتَ مَازال
أمامَك أخوين ترعاهُما، لكنني
حَقاً أحبَبتُ وَفاءَك .. رُجولتك
أحبَبتُ طهارتَك وَ نَقاءَك ،
أقُولُها لَك الآنَ بِصدقٍ وَ نبراتها
تَشُق صَدري،نَابِعةً مِن القَلب
إني أُحبُّك ... أُحبُّك.
لَمْ يَتمَالَك (أحمد) نَفسه وَيضمُها الى
صَدره :
-أُحبُّكِ أيضًا،وَلكن كُل مِنا
عَليه
واجب فيجب أن نؤديه معًا .....
(سَلوَى) : - معًا .....
يتفق كل من(أحمَد)و(سلوى) أن يَتزوجا
اليَوم ، وَ يَتصل هُوَ بأخويه ليُخبرهُما
بِهذا الخَبر الَّذِي تَحَدثَ مَعَهُما فِيه مِن
قَبل ، وَ هُما الآن عِندَ خَالتهِما في
الأسكندرية، وَ عندما يُطالِبَانه بالتَّمهل
وعَدم الإسْراع لِيُشَارِكَانَهُ فَرحَتِه، كيف؟
و هو لا يَقوى عَلى الإنتِظار، فيُعَلل لهُما
ذَلكَ لأسبابٍ منها اِقتصَاداً لِمصَاريف لا دَاعي
لَها ، وَأنَّ هُناك ظُروف سَيُوَضِحُها لهُما
فيما بَعد، ذَهبَ مَعَها الى مَنزلها ليُحضر
أختيها ، وَ تَقوم هِي بإبدال ملابسها ، وَ
يُسرعُ الحَبيبان الى المَأذون لِعَقد قرانهما .
يَعقدان القران وَ يقومُ بتوصيل ( ليلى )
و(عبير) الى المَنزل ،ويستأذنهما (أحمد)
أن يَقْضِي الأسبوع الأول من الزواج في
شَقتِه مَع (سَلوى) وَ يترك لهما العُنوان ،
ثُمَّ يَقودُ سَيارته وَ فُؤادُه يتراقصُ مِن
فرط السَّعَادةِ، فهُوَ لمْ يُرتبْ تِلْكَ
الأحدَاث السَّريعة المُتَتالية التى انتهت
بِحُسنِ الخَاتِمة ، يذهبان لتناول العَشاء
فِي إحدى الأماكن ،وبينما هُوَ جَالسٌ مَعها
يَتبادلان الضَّحِكاتِ ويعيشان لحَظاتٍ
سَعيدة ، تأتي لحظةٌ تَتغير
مَلامح وَجهِهَا عِندما رَأت ( ماجد )
جَالِساً على الطَّاوِلة المُقابلة لَها خَلف
(أحمد) ، يَضع ضُمادَةً عَلى رأسه ، فَتُخبِرُ
(أحمد) بِما رَأته و تطلبُ مِنهُ أنْ يُغادرا
المكان ، فيَخرجان مِنه وَ يَنطلق بِسيارتِه
عَائدًا إلى شَقتِه وأثْنَاء صُعود
السَّيارةِ
لإحدَى الكَباريه يَجد سَيارَة مُسرِعةً
تُحاولُ أنْ تَصطدمَ بِسيارته لِتُغَيرَ إتجاهها
نَحو النِّيل ، يَنظُران فِي دهشة
- "إنه ماجد" .
يَنتَابهما الارتباك وعَبثا يحاول (أحمد)
تفادي التَّصادُم ، تَحّتَكُ سَيارتهما بِسور
الكُبري فَوق نَهر النِّيل وَ لكن ( أحمد )
يَسّتَطيع الإفلاتَ مِن السُّقوط في مَجرَى
النَّهر وَ تَنقلِب بِهما السيارة مرتين على
أسفلت الطريق ، وَتستمر سيارة ( ماجد )
بالإندفاع نحو السور لِتَسقط في مجري
النهر .
كُل هَذِه الأحداث مَا تَذكْرَتها ( سَلوَى )
عِندَما دَخَل عَليها (أحمد) بِطعامِ الإفطار،
واِتَجَه نَحوها قَائِلاً :
-صَباح الخَير حَبيبتي .
قَالَت لَهُ :
- مَاذا حَدث ؟
كَيف جِئتَ الى هُنا ؟
مَا هَذا المَكان ؟
بِالأمسِ كُلُّ مَا أذْكُره إنقلاب
السيارة .
كَسَا وَجه (أحمَد) حَالةً مِن الفَرح ، كَاد
أن يَقفزَ مِن السّعادَةِ وَ يتَحركُ يُمنَةً
ويسارا ، كأنه يتراقص من إيقاعِ كلماتها ...
-(نَعمْ أنتَ زَوجي الحَبيب وَلَكن
كَيف .. أنا هُنا ؟ وأينَ أنا ؟
لَكنَهُ تَجاهلها وَخَرجَ مُسرعاً ودَخل عَليهَا
وَبِرِفْقَتِه ( عبير )أختها ، تحملُ عَلى يَديها
طِفْلَةً تَبكي لا يتجاوز عُمهرَها
تِسعَةَ
أشهُر رَائعةُ الجَمال، وهِيَ في دَهشَةٍ
مِمَا تَراهُ عَيناها ، زادتْ دَهشَتَها عِندما
قَالت لَها (عبير) :
-أرّضِعي اِبنَتِك ( ميار ) يا.
( سَلوَى ) فَهِيَ جَائِعةٌ .
تسألت (سَلوَى):
- كَيفَ تَكون ابنَتِها ؟
وَ هِيَ تَزوَجتْ بِالأمْسِ .
((تمت))
الكاتب
اشرف رسلان
2/7/2021
روووعاتك...سلمت الانامل.. 🌺💐🌺
ردحذف