الحاضرُ مسخٌ من الماضي
************
طويتُ صفحةَ الماضي
العنيد
الذي عذَّبَني وأشقاني
ورُحتُ أبحثُ عن عهدٍ
جديد
لعلِّي أُعوِّضُ بؤسي وحِرماني
وظننتُهُ سوف يلقاني
بالوردِ والفألِ السعيد
ويُذهِبُ عني أدراني
فكنتُ ذا فَهمٍ بليد
وحُسنُ الظنِ أغواني
وذهبَ خيالي إلى بعيد
فاستكثرتُ من الأماني
فما وجدتُ الحاضرَ إلا
مزيد من بؤسي وأحزاني
وقيّدٌ من الماضي العنيد الذي قهرني وأرْداني
ولكلِ ما مضى يُعيد
ومن كلِ النيرانٍ أصلاني
فرأيتُ الناسَ ترِثُني
وأنا بينهم حيٌ شهيد
ومُناهم أن يطِئوا بناني
وكأنَّ بي سقَمٌ شديد
وملكُ الموتِ يغشاني
ورأيتُ من يصعد على
كتِفيَّ بدهاءٍ وخُبثٍ شديد
ويبني أمجاداً على
أنقاضي
ومن يُطفِيءُ نور الثُريا
ويخوضُ في الأعراضِ
ولاحيلة لي فيما فعلوا
إلا تبرُّمي وامتِعاضي
فخالَ لهم من هولِ
صمتي
أنني بما يفعلون راضٍ
فطويّتُ صفحةَ العمرِ
وقلّمتُ بيديَّ أغصاني
وكفكفتُ الدمع ألا ينهمِرُ
واحتويتُ جوارحي بين أحضاني
وأمرتُ السمعَ أن يرقَى
ويحتضِرَ
فلايُرهقني إنسٌ ولاجان
ونزعت الغِلَ بعد كل
ماكان بالنفسِ يعتصِرُ
وزرعتُ الورد حتى
صار بستاناً
وخاصمتُ الدهر الذي
أبكاني وأبكى بِيّ الحجرُ
حتى أصبح وكأنهُ ماكان
الكاتب
محمدابوالحسن
2/7/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق