نبض نخلة: #بن_قهوة // الكاتبة ام ميسم

السبت، 31 يوليو 2021

#بن_قهوة // الكاتبة ام ميسم

 #بن_قهوة


أني اصدق العرافة

فقد تنبأتُ منذ زمنٍ برحيلِ الشغف وهي تخلط بن قهوتي ببعض حنكتها... تعيد تفحص فنجاني بين الالتفاتة والالتفاتة... تضع بعضا من طمأنينتها في اسفله.. لكي تقرأها لي... لعل نبضي يستقر

لايمكنني أن أصف ماتفعله بالدجل، او أنها تستعلم الغيب،ولكنها منذ فترة طويلة قد ربتت على موطن الشوق في صدري وقرأت تعويذة الاطمئنان بانفاس لاهثة.

_بن قهوتك يخبرني بانعدام الرغبة،وسيطرة الأنا على مجمل الرواية،

كيف سمحت لذلك التوق بأن ينهمر من تشققات خافقك؟

اشعلتُ سيجارتي وانا أرمقها بنظرة متعجبة:

_ألن تموتي ياهذه؟

_ومن سيخبرك عن مرارة خيباتك اذا انا متُ.ههههههه

انفرجت ضحكتها على أسنان مصفرة قد تآكلت بمرور الوقت،اختلط صفارها ببعض الاسوداد والتلف،لكن ذلك لم يمحِ تلك الطيبة الغريبة التي ترتسم بين تجاعيد وجهها.

_كنت اعرف بانك ستعود،جاراً اذيال خيبتك وراءك.

_كلما ضاقت كنتِ أنتِ بوثقة النور التي اتلمسها كي لا أغرق في ظلمتي.

مدتْ يدها بفنجان القهوة وهي تخاطبني:

_ابصمْ بابهامك في الفنجان.

_ماذا ستغير البصمة أيتها العجوز،مااخبرتني به يكفي لإثارة شجوني،لست محتاجاً لمزيد من الاحباط.

_لازالت كعادتك،لاتسمع الا صوت قلبك!!!

بصمَ بابهامه في الفنجان،تم تجول بناظريه بشكل سريع في أرجاء الغرفة قبل أن يبتسم قائلاً:

_لاشيء يتغير هنا،كان الزمن توقف عند حدود هذه الغرفة فرفض ولوجها،

_منذ متى لم تبكِ؟

_بكيتُ البارحة،لم استطع السيطرة اكثر على تدفق الذكرى الى جمجمتي،غلبني الحنين فبكيت 

رفعَ حاجبه في استهزاء مفتعل وهو يخاطبها:

_ماذا اخبرتكِ بصمتي أيتها العجوز.

اخذت السيجارة من يدي بشكل هاديء،اطفأتها في وعائها الذي تشعل فيه النار أمامها،تم رمقتني بشكل مستفز قبل ان تقول:

كل الطرق مغلقة في فنجانك، كأنك تدور في حلقة مفرغة،ترجع الى ذات البدايات،وتمارس طقوس التوتر بحرفية متقنة، حبيبات القهوة في فنجانك رسمت خيوط الخيبة في قلبك بشكل واضح وجلي.

ثلث قهوتك التي تركتها في قاع الفنجان،اخبرتني عن حجم الفوضى في مسارب روحك.

_انتِ تبالغين أيتها العرافة.

_مرت اكثر من سبع دقائق وفنجانك لم يجف،وهذا دليل حزن شديد.

ابتسمتُ بشكل عفوي وانا انظر إليها:

_ربما بن قهوتك سيء.

نهضت بشكل سريع وانا اعيد تعديل هندامي من اثر الجلوس على الارض:

_كنت سعيداً لهذه الزيارة، فعلا قد اشتقت إليك،وكانت رغبتي عارمة في زيارتك والحديث معك.

_ستعود مرة اخرى، ولكن هذه المرة احضر بن قهوتك معك، كي لاتكذب ماأقوله لك.

استمعت إليها وانا اعطيها ظهري بغية الرحيل:

_ عندما تحضر في المرة القادمة،لن اخبرك عن خطوط الشوق التي ترتسم على حواف فنجانك،وساحاول جاهدة تفادي الرموز المرتسمة في قاعه،كي لا استفز هدوءك الكاذب.

نظرت إليها وانا ارسم نصف ابتسامة على وجهي:

_ اذا حضرت مرة اخرى اتمنى من كل قلبي ان تكوني لازالت حية ترزقين.

فانا كلما ضاقت روحي لا اعرف مكانا اخر ألتجا أليه الا هنا.

أني اصدق العرافة

ففي قاع الفنجان رأت انفطار روحي،وتصدعاً في خافقي استعصب عليَّ اخفاؤه برغم تصنعي الابتسام في حضرتها.

كانت تقرأني،وتخبرني بكل ثقة بأنني لازلت اتعمد ممارسة نفس الخطأ،والوقوف وجلاً عند ذات القلب،بحجة الوفاء.



الكاتبة

#ام_ميسم

31/7/2021





هناك تعليق واحد:

  1. روووعاتك...سلمت الانامل ودام الابداع...🌹🌺🌹

    ردحذف

أقارب وأي أقارب//الكاتب عبد الغني أبو إيمان

 أقارب وأي أقارب  أبٌ، أُمٌّ.. جَدٌّ، جَدَّةٌ.. أخ، أخت.. ابنٌ، ابنة.. خالٌ، خالةٌ.. ابن خالٍ وخالةٍ.. وبنت خالٍ و خالة.. عمٌّ، عمَّة.. ابن ...