دمشق هذه أبقى أتحدّث عنها بشغف كلما زرتها وألقيت نفسي بأحضانها في عمق ضوضائها وزحمتها الحياة..حتى اسمها يحرك تسارع نبضات القلب..اسم له تأثير في القلب والروح..اسم مموسق سواء قلت دمشق فهو أقرب للعشق أو قلت الشام فهي شامة الدنيا وبهجتها..ربما كان سبب هذا البوح عنها بحب أنها إحدى الأمنيات الضائعة مع الكثير من الأمنيات التي خذلتني في العمر....فيوم نجحنا من الثانوية العامة ودخلنا في الدراسة الجامعية كان بودي لو سجلت في جامعتها العريقة ولكن لم يتسن لي ذلك لظروف واعتبارات كثيرة لا مجال لذكرها مع أن معدلي في الثانوية ..يمكنني من ذلك رغم ارتفاع معدل القبول في جامعتها..حقا أحس أنني خسرت الكثير من حياتي جراء ذلك..غير أني أعتقد أنني عوضت شيئا من شغفي يوم كنت أقصدها بعد تخرجي وممارسة المهنة بزيارات ربما كل شهر أو شهرين في دورات التعليم المستمر كان ينظمها مكتب ممارسة المهنة بشكل متواصل..كانت أياما لا تنسى ما أروع أن تظل طالب علم..ما أجمل ذلك المدرج الذي كانت تلقى علينا المحاضرات العلمية سواء من أساتذتنا أو الأجانب ألمستقدين لهذا الغرض..ما أجمل أن تظل طالب علم تأخذه مباشرة من معينه متدفقا بكل جديد..واليوم ما يزال حبها ساكنافي روحي وأعتقد أنني حققت رغبتي وعوضتها بأن نصحت أولادي أو قل ألزمتهم بالدراسة فيها..ولهذا كلما خطرت ببالي أترك كل شيء وأقصدها وأزورها وفي كل مرة أحس أنني أزورها للمرة الأولى أقطف من شفتيها قبلة أقصد قصيدة وأعود وهكذا تبدأ شعلة الحنين من جديد فما الذي يشد القلب إليها هذه الفاتنة التدعى دمشق التي يصلح اسمها مطالع لكل القصائد أو مقدمات للسمفونيات وكوبليه أول لكل الأغنيات
الكاتب
عبدالله دناور
٢١/٥/٢٠٢٢
رووعة💐
ردحذف