أني أتذكرُ هل تذكرين
هاهُنا كنا نأتي كلَ حين
كلَّماغلَبَنا الشوّقُ وراودنا
الحنين
كلَّما نصبت قلوبنا كمين
لتذكرنا أننا مازلنا
عاشقين
كلما أتعبتنا الدنيا وأوجعنا
الأنين
كلما وكلما هل تذكرين
كنا نغفل أننا على الأرضِ
أو من سكّانها قائمين
بل تصورنا أن الأرضَ
ليست لنا
وأننا من نورٍ كالملائكةِ
مخلوقين
وأرواحنا في السماءِ
تُحلِّقُ عن يقين
وأننا في نُزهةٍ على
الأرضِ ومنها عائدين
نطوفُ كالفراشاتِ حول
أروقة النخيلِ والبساتين
نُعانِقُ الوردَ ونرتشِفُ
رحيق الزهرِ والياسمين
والوقتُ يمضي ولانعلمُ
الشمالَ منَ اليمين
ولا الليل من النهارِ
وعنِ الخلقِ غافلين
والآن أعودُ وحيدًا
وأنا معقُودُ الجبين
أعزِفُ على أوتارِ الماضي
وأواسي قلبي الحزين
وأداعبُ الوردَ وأروِّدهُ
وأطوفُ حولَ البساتين
أبحثُ عنكِ وأعلمُ أنكِ
لن تعودي عن يقين
لكني أراكِ الآن حولي
في الفضاءِ تسبحين
وروحكِ تسامرني
وبقلبكِ إليّّا تنظرين
كأنكِ مازلتي في عالمنا
وبنورِ وجهكِ أستبين
إني أفتقدكِ كثيرًا
ولاحيلةَ لي هل تعلمين
وأذكر الماضي البعيد
فهل أنتِ لهُ تذكرين
إني في ريبٍ من هذا
وأعلمٌ أنكِ في عِلِّيين
سلامٌ عليكِ وأحسبُكِ
في جنةِ اللهِ تنعمين
الكاتب
محمد أبو الحسن
15.6.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق