حوار
في المساء عندما كنا صغار
تروق لنا حكاوي الكبار
نجتمع نقضي الليل
ضحك. فرفشة. هزار
وضحكة نابعة من القلب
كلها فرح ومرح وسعادة مالها حد
حول جدة حبيبة تحكي وتتكلم
عن ماضيها وحاضرها
والكل يسمع ويتعلم
جدتي كانت تسامرنا
تلاطفنا تحاورنا
وتقارن بين ماضيها وحاضرنا
حنين روحها لماضيها يحاصرنا
لا يعجبها شيئ من أيامنا في شيئ
حتي هندامنا ولا طريقة حديثنا
سألتها
حياتكم كانت غريبة
كنتم لا تملكون وسائل للراحة
ومع ذلك حياتكم كانت سهلة مرتاحة
كلها سعادة وهنا
لاتجدينه الآن بيننا
قالت أي راحة تقصدين
قلت أبسط شيئ وسائل الرفاهية
ألا ترينها فهاهي
كل ما حولك من أدوات للتسلية
قالت حياتنا كانت جميلة ببساطتها
كلها طبيعية
بعيدة عن الزيف
عن الحياة العصرية
فكان لنا طقوس وتقاليد
في هذا الزمن البعيد
صعب أن تجدينها الان
ستعتبرينها شيئ من الجنان
إنها عاداتنا يا بنيتي
لماض مر عبر الزمان
كان لنا من أجمل الايام
قلت لها أبسط شيئ
هل كان لك ِقرار في حياتك أو إختيار
هل كان ممكن أن تقولين لا في وضح النهار
قالت بعزة وكبرياء لا
القرار للكبار ليس لنا أي إختيار
كان لدينا حياء يغلفه الكبرياء
وعزة تصل عنان السماء
كنا زهوراً طبيعية
ليست مزيفة صناعية
كهذه الحياة العصرية
الحياء من سماتنا
والعائلة ومكانتها تاج فوق رؤوسنا
إكتشفت أن الماضي والحاضر لا يلتقيان
بهذه اللغة وهذا البيان
نحن نمضي بسرعة جنونية
وهي تتكلم بطريقة عفوية
بعيدة كل البُعد عن تفكيرنا
لتقريب وجهات النظر بيننا
تعجبت لحال جدتي
وهي تتكلم بحب لماضيها
وحنينها لايامها ولياليها
أعطتني دروساً كثيرة
هذه الجدة القديرة
حفظت عنها كثيراً من التراث
لحياة مضت أصبحت من التراث
تركتها لنا ميراث
فكل التحية لك جدتي
وكل الإحترام لك والتقدير
لأيامك وماضيك الجميل
الكاتبة
ماجدة الصباغ
13.11.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق