ديسمبر
ها قد استقبلنا اليوم شهرَ ديسمبر ونحنُ على يقين أننا على أعتاب حافة وداعه ووداعنا الأخير، لأحلامنا ولكثير من الأمنيات ولبعض ذكرى أبهجتنا بمقابل رصاصات ذكريات عائدة من حروب ضارية،أتعست وأتعبت أرهقت قلوبنا بعد طول عام من الانتظار وبنشلٍ لإفكارنا المتعبة إلى سطح الآمال البعيدة المنال،
فقد أتى ديسمبر مهرولاً بانقضاء ومضيِّ مطالبنا وكل ما كان به من الضحكات والدمعات بكل الدعوات التي تنهال بالطلب والرجاء للدفيء وهطول خيراته، يبهرنا هو بلحظاته الرائعة واحتضان لياليه المعبقة برائحة الحطب ودفيء جمراته متناسياً أوجاعنا المعتمة التي تئن بالإمنيات لتضيء ثنايا طوافنا بإبتهال لينير دروبنا الباردة وارتجاف أطرافنا المتثلجة بزمهرير رياحه بترقب ليلمع غدنا بأفضل النهايات والوفاء لقلوبنا الضعيفة الممزوجة بالوجع والفرقة والخذلان التي تقف بملامح أفكارنا الباهتة والصرخة المكتومة بأيدي مكتوفة معقودة اللسان بين حلم لم يتحقق ومراد إغتيل بفاجعة الفراق وهي موت والدتي نعمة حياتي ..
مابين ولادة جديدة لأشخاص بدأت رحلتهم اليوم..وبين نهاية لكل فراق أتعب وجدي ووضعني على حافة الهاوية فقط سقطت ونهضت وخضعت للكثير من الحروب بجنحانه المبتورة، فاليوم وغداً فقد تركت مع ديسمبر كل شيء مني ولن يأتي معي مجدداً في سنواتِ القادمة إذا بقي لي سنوات أو بضع أيام..ولن يغسل أرواحنا مما علق بها من الآلام وغبار تلك الأحزان فوداعاً لكل ديسمبر وداعاً أمي...
الكاتبة
نسرين عزالدين الروسان
3.12.2022
رووعة🌺
ردحذف