ضفاف الوسن..
أن الترف الفكري الذي نمارسه إنما هو مجرد استبضاع رخيص لفرح اغتالته سطوة ألم قاس تجرع سنين الغياب المعتق، تمتعت القيود انتشاء بلحم مفاصله وهي تتكىء بزهو على حوائط الحرمان، رقصت صرخاته الحادة بين جوانب أودية الصمت عمرا رقصة الذبيح، شابت خطاه على دروب التماوج العقيم.
وهو أيضا هروب موغل في دموية الواقع الأليم الذي وجد نفسه وحيدا إلا منا، فتعمد بشظف العيش المضمخ بنكد الحياة استبشارا بخروجه من قمقم التوهان وفرحا بنا ، وهو أيضا اختباء أحمق وراء جدران شفافة من ضنك المعيشة اليومية الذي يزرع الخوف في أوصالنا المرتعدة ويقتات على فتات المشاعر التى كنا لها محصنين ،إن التجهم المستبد الذي يعلو هامة المستقبل العبوس يذكي فينا رعب من تهوي به الأيام على منحدر جبلي شاهق العلو تتبختر صخوره العارية من ورق التوت زهوا بلزوجة زلقة يمدها بالنمو زمهرير سعير تجوف من فرط السغب، كجسم يتشوف احتراقا لضوء الشمس هربا من ظله المقيت الذي يرتدي النور كفنا أبديا لا يخالجه انفصام، تقهقه خطواته الرثة التي أدمنت التسكع في أقبية الرذيلة، تستهويه أيماءة عطر ماجن توسد لهيب الشهوة عند ضفاف الوسن...
الكاتب
عبدالله محمد الحاضر.
5.12.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق