التربية الصحيحة والتعليم السليم
عنوان الخُطبة(التربية ُالصحيحةُ،والتعليمُ السَلِيمُ وفق هديِ رسولِنا الكريم عليْه أفضلُ الصلاةِ وأزْكَى التسليم)النصُوصُ من مصَادِرِهاالطبيعية القرآن الكريم والسُنة النبويةالمُكرمة والصياغة بقلم:حُسَيْن نصرالدين :
مُقدمةٌ: استهَّل َالشيخُ الكريمُ خطبته بالحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيد المُرسلينﷺأمابعد:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ،وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِأَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا،مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ،وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَاهَادِيَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنْ لَاإِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًاعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وعلى آله وأصحابه أئمة الهُدى ومصابيح الدُجى ومن تبعهم واقتفَى وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، وقال تَعَالَى(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّاوَأَنتُم مُسْلِمُون)102من سورةآلِ عمران، وقال تعالى(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوارَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْئٌ عَظِيمٌ)1الحج .
(التربية ُالصحيحةُ،والتعليمُ السَلِيمُ وفق هديِ رسولِنا الكريم عليْه أفضلُ الصلاةِ وأزْكَى التسليم):
مُقدمةٌ :(فإنَّه في سيرةِ النبيِّ المُصطفى ﷺ منهجُ رشدٍ يُقتدى،ونبراسُ نُورٍ يُهتدَى،فلقد كان ﷺ مُعلماً للأفهامِ،مُربيا ًللأنام،فتحَ الباب أمام عقول أصحابِه للاجتهادِ والتفكيرِ المُبدع؛لتتحولَ إلى معارجَ رحبةٍ للإبداعِ والارْتِقَاءِ،فلنرَى كيف كان ﷺ يستخدمَ،الحواروالنقاشَ،بالسؤالِ،أيْ بطرحِ السؤالِ على جُلَسَائِه من الصحابة الكرام،رضوان الله عليهم،ورضاه،مما يُسمى في عصرنا في علمِ أصولِ الإدارة،بجلساتِ العصْفِ الفكرِي،أوالذهني،ليُخرِجَ العقلُ منها أكثرَ إبداعاً،وأحدَّ تفكيراً،وأعمقَ تحليلاً،وأشدَّ تمييزاً للحقِ من الباطلِ،لا يُسلم ُلما هو سائدٌ،وهذا هوجوهرالتفكيرالنقدى،فها هوذا ﷺ يقُولُ يوماً لأصحابِه الكرامِ رضى الله عنهم،وأرضاهُم،وكان منهم عبدالله بن عمر بن الخطاب،وأبوه عمر،وأبوبكرالصديق،وكبار الصحابة،ممن شهدَ بدراً:(إنَّ منْ الشجرِشجرةً لا يسقُط ُورقُها،وإنَّها مثل المُسلم،فحدثُّونِى ما هي؟) فوقع الناس فى شجرالبوادى المُتناثر،أيْ الذي ينبتُ في الباديةِ،ووقع فى نفس عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أنها النخلة ذات الثمر،فقالوا:حدثنا ما هى يا رسول الله؟ قال:«هى النخلة»؛لتكون الإجابةُ مقْرُونةٌ بهذا التشبيه العظيم الذى يُبْرِزُ المسلم الحق فى صورة النخلة فى دوامِ نفعِه واجتهادِ سعيِه،فلا يتوقفُ خيرُه ولا يسقُطُ ورقُه،بلْ يبقَى شامخاً مُثمراً راسخاً على الحق ِوالإيمانِ والاستقامةِ،وهنا قالَ عبدُ الله بن عمرلأبيه،وقعَ في نفسِي أنَّها النخلة،ولكنِّي استحييْتُ أنْ أقولَ ذلكَ في حضوركم،يقصد كبارالصحابة، وأهل بدرٍ،وهوكان في ذلك الوقتِ غلاماً في عمرِالخامسةِ عشرة أونحو ذلك،وأُلْقِيَ في نَفسِه أنَّها النخلةُ، أي الشجرة التي تُؤتي أكلَها كلَّ حينٍ بإذْنِ ربِّها،والتِي من صفتِها أنَّها لايسقُط ُورقُها،مَنْ تكونُ هذه إلا النخلة؟ لكن ضبطَ أعصابَه،فكان عنده من الحكمة والعلمِ الغزيرِ وشيء ٌمن الكيَاسَةِ،رغم صغرِسنِّه، كماكان يملكُ أدبَ العلمِ وأدبَ العُلماءِ،وأدب مجالس العلماءِ،والحياء الذي يمنعُ التحدثَ في وجودِ كبارِ القومِ،لأنَّه نشأ ورُبِّيَ فتخرَّج من مدرسة الرسول ﷺ،هذه المدرسة التي تعلِّمُ مع العلم الأدب، فأُلقِيَ في نفس عبد الله بن عمرأنَّها النخلة،ولكنه أسَرَّها في نفسه ولم يُبدِها لهم أدبًا،قال لأبيه:"فوقع في نفسي أنها النخلة،فكرهتُ أنْ أتكلَّم،فأصابً أبَاه لما سَمِعَه شيءٌ من الحزنِ،والأسف،والانقباض،وقال لإبنه(ما منَعَك أنْ تقولَها ؟! لوْكنتَ قلتَها كان أحبَّ إليَّ من كذا وكذا)؛يعنِي مما الناس يحبُّونه من المال والجاه و وإلى آخره؛طبعاً هذا يدلُ على فخرِ عمر بإبنه،ولأنَّ حياءَ ابن عمر يظهره كبيرالعقلِ حكيماً حييِاً،فلوأنَّه صرَّح بأنها النخلة،ولكنْ قد أكَّد أنَّ السببَ الذي منعَه من أنْ يتحدَّثَ بهذِه النعمة التي أنعَمَ الله بهاعليه؛فهذا تأدباً منه أمام رسولِ الله وكبارِالصحابة الكرام،ومُعتذِراً لأبيه عمربن الخطَّابِ رَضي الله عنهم.
ولنتأملَ كيفَ شجَّعَ النبيُّ ﷺ على الإبداعِ والتفكيرِ،عنْ طريقِ طرحِ سؤالٍ ويدعُهم للتفكيرِفي إجابتِه السديدة،طبعاً بعدإعمالِ فكرهم،وقدْحِ أذهانِهم،وحين أرسلَ ﷺ مُعاذاً رضى الله عنه إلى اليمن،فسأله:(بم تحكم؟فقال:بكتاب الله،قال:فإنْ لمْ تجدْ؟قالَ:بسُنَّةِ رسول الله ﷺ،قال:فإنْ لمْ تجدْ؟قالَ:أجتهدُ رأيِى ولا آلُو، ففرِحَ النبى ﷺ بذلك أيَّما فرح،وقال:الحمد لله الذى وفق رسول رسول الله لما يرضِى رسول الله)،إنَّها فرحة ٌعظيمةٌ حين رأى نبِىُّ العلمِ والفكرِأحدَ أصحابِه وهو يبدع ُفى شرحِ طريقة ِالتفكيرِالقويمِ والنظرِ العليمِ،منْ خلالِ حوارٍهادئٍ مُتزِّنٍ،رشيدٍ.
فلنغرِسَ في نفوسِ أولادنا أنَّ لغةَ الحوارِالهادِئ،والتفكيرالمُنضبط،والدعوة الصادقة،تنتج خطاب الرحمة الذى يبنى الإنسان،ويصنعُ الحضارة،ولنعلمهم أنَّ ديننَا الحنيف دين فكرومعرفةٍ ونقدٍ وتحليلٍ،وأنَّ وعيَ الشخصية إنَّمَا ينمُوإذا سُقيَتْ بماءِ العلمِ والهدايةِ،لا الجهالة والضلالة،ولنجعلهم يقرأُون هذه الآيات بروح جديدةٍ ونفوسٍ واعيةٍ{أفلا تتفكرون،{أفلا يتفكرون،{أفلا تعقلون}،{أفلا يعقلون}،{أفلا يتدبرون}في مواضِعَ كثيرةٍ في القرآنِ الكريمِ،لأنَّهم أمانةٌ في أعناقِنا،وقال أهلُ العلمِ أنَّهاأولى الأماناتِ وأهمها،وأقدسها
نهج النبي محمد ﷺ في التربيةِ،وأبرزُ سماتِ النهجِ النبوِي في التربيةِ:نُوجزُها فيما يلي دون تفصيلٍ.
يقومُ على مبادئ الرحمة،والتيسير،والتدرج،ومُراعاة الفُروقاتِ الفرديةِ،والقُدوةِ الحسنةِ،وتربيةٍ شاملةٍ مُتوازنة للروح والعقل والجسد،والتركيزعلى غرس القيم الأخلاقية كالأمانة والصدق والتعاون،والاهتمام الكبيربشخصية الطفل واحترامه،وبناء أسرة قوية أساسها الدين والأخلاق .
كلمة ٌختامية ٌ:
نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ،وفضلَ القبولِ،إنَّهُ أكرمُ مسئُولٍ،وأعظمُ مأمولٍ،وأنْ يجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً،أمناً أماناً،سلماً سلاماً وسائرَبلادِ العالمينَ،اللهم احفظ بلادنا من كل سوء،وابسطْ فيها بساط الرزق الوفيروالبركة العظيمة،واللهم كنْ عوْناً لإخواننا المُستضعفين في أرضِ العزَّةِ،وانصرهم على أعدائهم،فإنَّهم لا يُعجزونك يارب العالمين،وارحم شُهداءهم،وداوِ جرحاهم .
أحسنَ الشيْخُ وأجادَ،وإلى جمعةٍ قادمةٍ إنْ شاء اللهُ إنْ كان َ في العُمْرِ بقية ً .
أضواءٌعلى خطبة الجُمعة : بإيجازٍعلى الرغم من أهمية ِ وثراءِ الموضوع :
خُطبة الجُمعة المُوافق الثَانِي والعَشْرُون من أغسطس2025بمسجدِ(دعوة الحق برأس البر)،اعتلى المِنْبَرَ الشيخُ/عادِلُ الشَامِي،حَفِظَه الله.
الكاتب
حسين نصر الدين.
23/8/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق