صورة الغريب
نصف جسدي كتاب
الوجع
و نصفه الثاني جثة
حلم
يا أيها الشاعر
المحبط
لو سألوك عن كتاباتك
أين وجهتها
قل لهم
حيناً تسقطُ متدحرجة
و حيناً تعصرُ وجع
الضمائر
و إذا سألوك عن أسمي
قل لهم
أنا لاأتذكر تاريخ الهزيمة
للعابرين
و إذا سألوك عن تاريخ
ولادتك
قل مولدي كان قبل
قدوم الأنبياء
بقليل
و حتى إذا سألوك عن
دينك
قل لهم
أنا أدمنت ديانة الحجارة
على دروب السفر
و إذا سألوك عن موعد
موتك
قل لهم
لا تسألوا المقتول عن سر
الدفن
أسألوا ذاك الجرح الذي
رعاني
بوجعه و نام بهزيمتي
متى كنت أنا حياً
و كنت أجيد لغة
الإنتماء
فأنا
غير مؤهل لكي أعيش
بزمن الغرباء
فالمكان ليس مكاني
و الزمان ليس زماني
أنا كنت صفقة الله
الخاسرة
بدمعة الحياة
أنا كنت نظرة حائرة
لتلك
الفراشات التي احترقت
بكآبتها
و خيبتُ ظن ربي و تهتُ
وراء الراحلين
لا نجاة لي ها هنا بسقوط
آلهتي ببحر اليأس
قد تأخر الوقت لقراءة
القصيدة
فاليل كئيب و طويل
بوجعه
المدى كان بعيداً بروحي
الثقيلة
دعارة الأقدار ملائمة
بجنازتي
فدمعي وحده كان يليق
بخيبتي
فلا قوانين و شروط
بجسد المتوفي
و إذا ضحكوا و همسوا
لحرف أسمك
أسقط نظرتك من جدار
الشمس
و أمشي في ضباب الشتاء
قبل قدوم ريح
الندم
و أحمل ذكرياتك لدنيا
الغياب
و اخلع ثوب المهرج
الفاشل
على أرصفة الإنكسار
و اكتب وصيتك الأخيرة
على الجدران
الغربة
و تذكر قبل رحيلك
صورة الغريب المعلقة
بعنق الكلب المتشرد
بشوارع التافهين
الكاتب
مصطفى محمد كبار
٢٠٢٣/١/٤
رووعة💐
ردحذف