نبض نخلة: التطبيع في مواسم الجفاء//الكاتب احمد عزيز الدين أحمد

الاثنين، 22 مايو 2023

التطبيع في مواسم الجفاء//الكاتب احمد عزيز الدين أحمد

 مقال تحت عنوان: ـــــ                         

                             التطبيع في مواسم الجفاء 

                           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،،، 


عندما تقطف اشجار كانت نابتة في أرض تملئها الحياة وتخضر فروعها من السقيا والرعاية وتنحرها من غير جزور لتزرعها في بيداء مقفرة لا حياة فيها ولا ماء ولا رعاية، ليست بارضك ولا سمائك ولا هواك لتشعر الأخرين بجمال الطبيعة من حولك مدعياً أنك تقف على أرض صلبة قد عمرتها وغرثت فيها الأشجار لتظهر لمن حولك إنك صاحب الأرض كابراً عن كابر وابن عن جد، وحتي وإن كان يعلم ضيفك طبيعتك وعرقك ومن أين نبت وكيف ترعرع، بل ضف إلي ذلك أن ذلك الضيف هو من القي بك إلي تلك البيداء ليذرعك مثل تلك القطوف من الأشجار المستعارة من أرض الغير ولكنه أراد أن تكون عقبة في وجه اولئك الناس يستعين بك في عرقلة تلك الأمم إلي النشوء والارتقاء أضف إلي ذلك تخلصه من ديون لك عنده فكان كمن أعطي ما لا يملك لمن لا يستحق. 


فعلم، أن تلك الأشجار خاوية على عروشها لا حياة فيها إلا لبضع دقائق معدودة حتي ينزوي ذلك الضيف إلي مكان سحيق، أضف إلي ذلك أن تلك الأرض لا تنبت بها أشجار لا جذور لها ولا تخرج الماء إلا لذويها وأصحابها الذين تعهدوها منذ زمن طويل بالرعاية والخدمة حتى صارت تعرفهم ويعرفونها تخرج إليهم مائها ومرعاها. 


فكونك أغتصب تلك الأرض لا يعني إنها تألفك، وشجرك الذي زرعت مقطوع الجذور سرعان ما تعصف به الرياح فتراه يتطاير في الهواء وعندها يكتشف الضيف الذي مكنك من تلك الارض أن دولتك إلي ذوال عاجلاً أم أجل فما بني على باطل فهو باطل وتلك من قوانين الحياة. 


دويلة اسرائيل التي زُرعت كشجر لا جذور له ولا اساس ولا ماء يرويها ولا تربة خصبة تساعد على الحياة تقف اليوم تتشدق بتفاهات لا اساس لها عن هيكل مزعوم وروايات هي أقرب إلي الفنتازيا والخيال بأنه تحت المسجد الأقصى والحق أقول لكم ليس هناك هيكل ولا أثر له في تلك المدينة، وحتي إن زعمنا كذباً على حد قولهم ووجد الهيل فلن يتوقفوا عن حفر الأنفاق، فليس الهدف الاسمي هو الهيكل وبقايا الأنبياء فلو كان الهدف اثار الانبياء بزعمهم فلما قتلوا أنبيائهم من قبل حتي يدعوا اليوم أن بقايا أثارهم هي التي سوف تقوم علي تلك الدويلة، ولكن الغرض هو الاحتلال والسيطرة على الأرض لبناء دولة على أرض ليست لهم ولم تكن لهم في يوم من الأيام، إنها أكاذيب صهيونية دئبوا عليها حتي صدقوها. 


هكذا تخلص العدو من العدو ليخلق له على أرض ليست بأرضه أشجار زُرعت في البيداء ومنازل للأعداء على أنقاض الشهداء بمزاعم دينية بانها أرض الميعاد وهي أبعد ما تكون عن التوراة التي أنزلت على نبي الله موسي، واليوم يريد المغتصب التطبيع مع من أغتصب أرضه وسماه واشجاره وهواه ينخر تحت الأقصى كما تنخر الجرزان جحور للخراب تلتف بها حول بطون الأرض لتكون نقمه على أرض العرب. 


بقلم / احمد عزيز الدين احمد 

الكاتب والروائي والشاعر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا رفيق الدرب//الكاتبة نهلة السمان

 يا رفيق الدرب  يا رفيق الدرب الشائك الطويل كم مررنا على محطات العمر حتى بتنا نخاف لو لم نمر كم سحبنا وراءنا ذيول الخيبة  حتى صرنا نتوقع أي ...