رسالة من ولدي المهجر
السلام عليكم
أشتقت لكم ياوالدي
بكل ماتحمله العبارة
من معنى
فالحياة بلا أهل وعزوة
بلا معنى
عبرنا البحر
يحدونا الأمل
أننا نتجة
إلى حيث السعادة
ونرمي خلفنا
دهورا من قهر
لكن حقائبنا
لم تكن تحمل
روح السفر
طريق الخلاص
محمل بجميع أنواع المخاطر
أقدامنا الموحلةِ بالطين
وملامحنا
بدأت تقسو بعد لين
نمشي تتبعنا النسور
فلحومنا مائدة شهية لها
يلتصقُ البعوضُ بأجسادنا الدًبِقة
من ملح البحر وسكر الأشجار
رطوبة البحر تلفح وجوهنا
وتشقق بشراتنا
لاشمس تشفع
ولا الريحُ تنفع
نتوقفُ ونمضي
والوقت كان بنا يمضي
توا عبرنا الماء
لكننا عطاش
نصطفُ كأطفال الفصل
إذا ما هددنا الخوفُ بعصاه
تتشابك أيادينا
وقلوبنا تهفو إلى الحرية
أحيانا
ننزوي إلى ظلِ الأشجار
أو نحتمي بجدار
تنهش جلودنا الحقائب
وتخنقنا الأتربة
وغبار الرهبة
من المجهول
القادم
من مفترقات طرق الغابات
المعبدة بالخوف
صرنا عناوين للأخبار
حين يغمض الليل جفنه
نختبيء طالبين من حامل الأحلام
أن يهدينا حلما بالخلاص
ونهاية سعيدة
نجبر مشاعرنا على الأكتفاء
ونتمنى في أنفسنا
أن نمتلك قبعة الإخفاء
لتحمينا من الأعداء والأصدقاء
أما عن فجرنا
فهو المتسع الوحيد
لأخذ نفس طويل
وهو الوجهة لبداية
تهدينا بطاقة هوية
أو يبتسم لنا الحظ
فنحصل على جنسية
وطالعا مطمئنا
وصعودا للنجاة
لا يحتمل النزول
قبل أن يغمض بنا الليل
جفنه
ويرخي سدوله
ونصير عنوانا
لآخر الأخبار
الكاتب
هيثم الزهاوي.
9/9/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق