نبض نخلة: النهاية//الكاتب محمد سليماني

الاثنين، 23 أكتوبر 2023

النهاية//الكاتب محمد سليماني

 النهاية

في زحمة المكان نبحث عن أشتاتا لنا ضاعت في لهيب الواقع...ونزاحم الأمنية المكابرة...نعانق أكمامها...نساير الضنك المسجى في شراييننا...يراكم المشاوير المستنفرة.

ركام وحطيم وبقايا حثالة مؤدلجة...الغرفة ساكنة مسكونة بهزيع الليل الأخير...تجتر أمعاؤها ... تعانق في فجوات الخسارة جيوب الملاطفة البائسة...تحسست يدها...كانت باردة كديجور الظلام في أماقها...ملامحها كالغبار السابح في وحدتها...قال الطبيب أن الصحوة ممكنة...وإن قلبها يخفق متانيا...شرخ عميق يشقها...يبتلع نضارتها...بدت لي جاحظة العينين تتوسد خيبتها...كان يترصد كالمخبول اختلاجاتها...وحركات قد تفسر عافيتها...أسرت له مند فارقها وليدها أن أيامها محسوبة ...وأصداء حشرجتها تنهي القافية...كان وجيف صدرها يقطع السكون...رتيبا موزون الدلالة ...حصيرا للقاضية.

ممرضة المساء جاءت مرغمة...بعد أن على نشيجها...حقنة كالعادة كانت كافية لتبتلعها الأروقة الصماء الفارغة ...إلا من ضجيج النهايات المحتملة...مازال الخوف مرسوم في تفاصيلها ودنت النهاية مقتربة.. تقترب متانية...تلوك حسرتها وتسوق خيارات زائلة...مازال يذكر...وتمور دكراه ...خافتة...إنها استوثقت المدى وتستورق الأمل دافقا...رنين صوتها مازال واضحا يشق الليال الحالكة...وهي تقول بصعوبة بادية عليك بالحقيبة المهملة إنها تنام في ركن الغرفة المظلمة...ففيها شقوة الزمن وبقايا أمل يستقطر...قمطرير ليلها وعبوس يكتحل أغوارها...وعورة المرحلة تتطلب صلابة المواجهة... صدى صوتها مازال ماثلا...يخيط أسرارها ...حقيبة يتيمة ترقد مسالمة في ركن مظلم...يغتم مسالما...انتبه لسعالها الحاد ...انقطعت خيوط أفكاره ...طواقم طبية وأدوات جراحة ومشرحة...إنها النهاية وقد اقتربت أشراطها...واقترن الهول مرسوما على وجنتها البرونزية الهالكة...تهالك الطبيب خائرا ...حائرا...فاقدا لزمام المبادرة...مسح العرق باستسلام ونهض متثاقلا...اوعز للممرضة هامسا بوشوشات وغادر...

انقشعت الغيمة ...وتسللت نحو الغرفة تساخير شؤم...تخيط أكفان المرحلة...وتقبر في فناء الهنيهة زوال لحظة باهرة...تهالك على نفسه يلطمها...وصيتها والحقيبة المقبورة ...وتمائم وأشلاء ممزقة .


الكاتب 

محمد سليماني.

23/10/2023‪



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا رفيق الدرب//الكاتبة نهلة السمان

 يا رفيق الدرب  يا رفيق الدرب الشائك الطويل كم مررنا على محطات العمر حتى بتنا نخاف لو لم نمر كم سحبنا وراءنا ذيول الخيبة  حتى صرنا نتوقع أي ...