يا أيها الناس
انثروني
في الوحي الحزين
غباراً
وسعى الغيب مرفقٌ
بالأثير
جريحٌ حتى الرمق
الأخير
لا ريش نعامٌ عليه
أستلقي حالماً
ولا من صباحاتٍ على
وجه الحرير
أسيرُ بدروب الآلام
وحيداً كالضرير
وأخاف من شروق
الشمس
ومن الفصول الأربعة
الشاحبة
كتبت ما يؤلمني بالماء
البارد السميك
و ما يبرحني بقسوة
السكين
تلك نكبات الدهر بطعنة
العابرين
وجرحٌ عميق يتشاطر
ألماً بالهوية
كارثتي تشبه كهدم
الكعبة
ملاكٌ تلقى بلاغا
كل المحن
ومازلت أرشفُ من ثوب
الهلاك مأساتي
مازلت أخشع لرائحتها
وأدنو ذليلا
فقد أرهقني اليأسُ ونشوة
البدائل المستحيلة
أحمل بداخلي صور
القتلة العباقرة
وذنب المقتول بجسدي
الذي
لم يدفن بعد ...؟
تغربتُ مع القصيدة بحروف
المحبطين
ونمتُ في الحجر الأسود
لألف مرةٍ
كتبت نكستي الكبرى
بجدار القيامة
ثم أغلقت باب الذاكرة
أمام الريح
على دروب الخذلان والخيانة
نسيتُ ملامحي وشكل
المنام
حينما توجع القلب
وبكيتُ على
الغياب
كنتُ أعلمُ بأن الحياة
عقيمة الألوان
والسماء لن ترحم ولادة
فراشاتي
بدفتر المذكرات القديمة
كتبتُ ما يؤلمني
وأجهدت نفسي بترتيب
الكلمات المشاغبة
فخنتُ العهد الذي كسرني
قبل الثرى
أدمنت ذل الحزن الثقيل
وتمعنت ... شائباً
كالغريب
أنثى اختصرتْ حقارة الكون
بجسدها
و تشردتْ بقبلة الشياطين
العابثة
كنت هناك بوردتي أجسّ
جسد الحمام
أهمسُ لها بالشفاء حتى
الغسق
وحلمتُ بمهرةٍ زرقاء
تجري نحوي
في منامي الأخير
لكن
كما كل مرة تعثر الحلم
بجرحي و تضحرجتُ
مغلوباً
حتى شعرتُ بأني أفتقد
لكل الأشياء
حاضري لا يشبهني
أبداً
وأعود دائماً للوراء
كي أجد هناك ابتسامتي
المفقودة
فأنا لست بحاجة لهذا
العمر المكسور
لأمضي بسيرة الأوجاع
نحو العدم
فآه يا أيها الندم
بجسدي هناك سيوفٌ
تجتهدُ بنخر العظام
وهناك
ذكرياتُ الماضي تحرق
بذاتي
فيا أيها الناس...
ماذا ينقصني هنا
لأحيا قليلاً
هل تذوق الموت من
رائحة جسدي
فكان له الأثر الكبير
ببلوغ الكارثة
كلما بكيت بصورته
شهقت بدمعة الوداع
حتى الذبح
فالسقوط لم يعد
يؤلمني
فكل أجزائي دارت غاشية
بسقوطي من قبل
مازلت أرتجل نوح صمتي
من سكون الليل
للغد الغائب لا تبشرني
بطمأنينا
لا تتكل على صمود
كتفي
دع الموت يستريح
بجسدي
و اكتب بنعوة الرحيل
اسم الشبح القاتل
وعند وقت الدفن حطم
مرايا كتاباتي
وتنحى عن عرش
الوحي
وأبكي على القصيدة
وحدك هناك
لي قصصٌ و حكايا مؤلمة
بوجع الفراق
وحدي أبكي تحت
جدار الهزيمة
كل الراحلين وكل الذئاب
الماكرة
مازالت تطعنني بالحنين
لاحاضرٌ يشرقني
ولا ترحمني لعنة السنين
الفاجرة
فألف جرح يصلبني
كالمسيح
ويشنقني كجثة معلقة
في الهواء
وألف آلهة أخرى تهين
صورتي بالنسيان
خائنة مرت بين ضلوعي
بحقدها
وأكثرت ْ بكفرها للبعيد
ومن شدة الوجع
تحجر قلبي
ونسيت مع القصيدة
ما يوجعني
لأبكي بخيبتي وأعدُ
نفسي مرةً أخرى
لموتٍ جديد بفلسفة
الخاسرين
فالموت أجمل من هزيمة
الروح
بإشتياقٍ على طريقة
الإنتحار
تعمدت أن أحيا كالبشر
لكني فشلت ْ
كما السماء التي فشلت
أن تملكَ شيئاً من
جسدي ...
الكاتب
مصطفى محمد كبار.
٢٠٢٣/١٠/٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق