صمت السهاد
أيا قمري البعيدُ رفيقُ زادي
كتبتُ هواكِ في نبضِ الفؤادِ
تمرُّ عليّ أيّامي كسيفٍ
يُقطّع مُهجتي دونَ إتّقادِ
تركتَ القلبَ موصولًا بدمعي
وجئتِ الغيمَ تمشي في البُعادِ
تُرى هل في الغيابِ تحنُّ روحي؟
وهل تُصغي لشكوتيَ الجمادِ؟
نسيمُ الليلِ يسألُني عليكِ
ويصرخُ في ضلوعي كالمنادِي
رأيتُكِ في خيالي ألف مرّةٍ
تمُدي يديكِ من خلفِ السدَادِ
كأنّكِ سيفُ شوقٍ في يديَّ
يُقطّر من جراحاتي مدادي
تُغنّي في دمي ذكرى تغنّت
بها الأيامُ في صمتِ السُهادِ
فيا بُعدَ الديارِ أذبتَ عمري
وصغتَ الحبَّ من نارِ العنادِ
أحنُّ إليكِ لا شيءٌ يُواسيني
سوى دمعٍ يُصلّي في اتّقادِ
كتبتُكِ في جدارِ الحلمِ وردًا
فذابَ الحلمُ في موجِ الرمادِ
تُعلّمني الليالي كيف أبكي
وتُرشدني إلى دربِ السوادِ
فليتكِ عدتي إنّ العودَ وعدٌ
يُبدّلُ ليلَ غُربتنا برغادِ
تعالي، فكلُّ ما في الروحِ يشكو
فراقَكِ في اشتياقٍ وازديادِ
أحبّكِ، والهوى في البُعدِ نارٌ
تُذيبُ الصبرَ في قلب البعاد
******************
بقلم الشاعر
عامر محمد ابو طاعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق