نبض نخلة: ساعي البريد//الكاتب عادل عبدالله التهامي

الخميس، 22 مايو 2025

ساعي البريد//الكاتب عادل عبدالله التهامي

 قصة قصيرة 


                 ساعي البريد 


نظر نحوه بحب .. شعر بجمال وبراءة في حركته وعفويته.

رمق الصورة التي وضعها فوق الحائط المقابل لباب الخروج .

يستقبلها حين عودته بدموع ،ويودعها حين يخرج بعبرات ..!

يستعيد كلمات الحب التي كان ينظمها في كلمات منمقة ، واستقبالها الناعم حين يعود .

يهمس في أذن الصغير :

بقدر ما حرمتني منها بقدر ما أسعدني وجودك .

يراها من خلف زجاج غرفة نومه ، تعيده

لقصة الحب التي اعتقد أن الزمان كان كفيلا بطيها للأبد ..!

ينتظر خروجها فيندفع طيا لدرجات السلم كطائر يشرع جناحيه تمهيدا للطيران .

يتبعها حتى يكاد يلمس جسدها الممشوق .

يختفيان وسط زحام الشارع .. تدخل

مصنع الملابس الجاهزة ، يدرك أن مدة ست ساعات كاملة تمضيها يحتاج منه لصبر يفوق ما تحمله أيوب .

تعجب من أمر كان يظنه لا يتكرر .. استعاد قصة عصمت وحبها وحياتهما

حتى جاء أيمن .

الطفل شب وقارب دخول المدرسة ،

ست سنوات مضت منذ رحيلها وهو

الأب والأم .. تؤنس وحدته الصورة الكبيرة.

 صممها فنان موهوب .. جعلها ثلاثية الأبعاد .. تكاد عيناها تنطق .. دموعها حين ينظر إلى نورا ويتبعها إلى مكان عملها حتى تعود لبيتها ، وحين يجلس خلف النافذة ..!

كتب رسالته وطواها .. بث فيها كلمات

الشوق واللوعة .

اقترب من طفله .. أعطاه قطعة الشيكولاتة التي يحبها ، ووضع الرسالة في جيبه .. أخبره بأهمية الخطاب ..

قال في صوت خفيض:

طنط نورا يا أيمن .

ابتسم الصغير كرجل ، ومضى ..تابعه من خلف النافذة وهو يدخل العمارة التي تقطنها .. نظر لصورتها المعلقة ، خاطبته عيناها ..شعر بوخز ضميره .

هرول نحو الشارع، ودخل عمارتها ..

حاول اللحاق بأيمن .. فتحت الباب 

استقبلته كأم .. غاب الصغير بين ذراعيها ، تواجها للمرة الأولى ..!


عادل عبدالله تهامي السيد علي

مصر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 ظُنونٌ خائِبَة//الكاتبة آمِنَة ناجِي المُوشَكي

 ظُنونٌ خائِبَة ها أَنتَ تُخبِرُني بما لَم أُخبِرَكْ عَمّا يَدورُ وما جَرى كَيْ أَسأَلَكْ أَتَظُنُّ أَنّي لا أَرى، أَو أَنَّني لَم أَدرِ أَن...