"دمعة على العتبة"
يا ربُّ إنِّي قد أتيتُكَ باكيًا
قلبي كسيرٌ والذنوبُ جواسيا
وتركتُ دنيا الزيفِ خلفي نادمًا
أتلو كتابَكَ والدُموعُ سواسيا
كم كنتُ أغفلُ عن جلالِكَ دائمًا
والنفسُ بينَ مهاوِها متناسيا
واليومَ جئتكَ والندامةُ حرقةٌ
كالنارِ تأكلُ مهجتي وتواصيا
ما بالُ عمري قد تقضّى في الهوى؟
ما بالُ قلبي لا يُجيبُ القاديا؟
يا ربُّ إنْ لم تغفرِ الزلاتِ لي
فأنا الهلوكُ، أنا الغريقُ الخاسيا
أمشي إليكَ على رجاءِ غمامةٍ
تسقي فؤادًا بالخطايا قاسيا
يا من يُجيبُ إذا دعاهُ مذنبٌ
يمشي إليهِ وقد أتى متداعيا
جئناكَ نُغسلُ ما جنينا بدمعةٍ
نبكيكَ ندمًا، والعيونُ خواسيا
آهٍ على عمرٍ مضى في لهونا
كيفَ ارتضينا أن نعيشَ قواصيا؟
كم ليلةٍ ضاعتْ ولم نرفعْ بها
كفًّا إليكَ نُناجيكَ خاشِيا؟
واليومَ نُبصرُ كلَّ ذنبٍ واضحًا
كالشمسِ في قلبِ الظلامِ بواسيا
فالطفْ بنا، وامحُ الذنوبَ بعفوكَ
وارزقْ قلوبًا للهدى متماسيا
نرجوكَ لا تتركْ عبادكَ في العمى
إنا ضعافٌ، والدروبُ قواصيا
يا ربُّ هذا القلبُ عادَ إليكَ في
ذلٍّ، فكنْ من رحمَةٍ راعِيا.
____________________
بقلمي: مصطفى رجب
مصر- القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق