نبض نخلة: حادث مأساة//بقلم الكاتب حسين نصر الدين

السبت، 28 يونيو 2025

حادث مأساة//بقلم الكاتب حسين نصر الدين

 حادثُ مأساة زهرات الشباب في مركزأشمون بالمنوفية : أول أيام العام الهجري المُبارك 1447المُصادف 27 من يونيو2025،على حادثٍ أليمٍ أمام قرية مُؤنسة التابعة لمركزأشمُون وتحديدًا على الطريق الإقليمي،حيث اصطدمتْ سيارة نقل (تريلا) بسيارة أجرة ميكرُوباص كانت تقل 18 فتاة في طريقهن إلى العمل،وأثناء تحركهم في الساعة السابعة صباح اليوم،لقين حتفهن برفقة سائق الميكروباص .

هَرَعتْ أجهزةُ الأمنِ والشرطة والمرُورمُلبيةً نداء الضميروالحقِّ والواجبِ الإنسانِي إلى مكان الحادثِ المُرَّوِّعِ في الطريقِ الإقليمي فوروقوعِه،وتم نقل الجثامِين والمُصابين إلى أربعِ مُستشفياتٍ تتبعُ المُحافظة،وهي:(أشمون،قويسنا،والباجور،وسرس الليان) بواسطة عشرِسياراتِ إسعافٍ مُجهَّزة،وتم تسييرالحركة المرورية والتحفظ على السيارة التريلا واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وأخطرت النيابة العامة لمُباشرة ِالتحقيقاتِ،وتمَّ القبض على سائقِ التريلا الهارب والذي تسبب في هذا الحادثِ المُروِّعِ .

والمأساة أنَّ جميع الفتيات اللائي لقيَ حتفَهُّنَ وارتقيْن شهيداتٍ من قرية واحدةٍ بمركزمنوف تُسمَّى كفرالسنابسة،فتيات في عمرِالزهورتتراوحُ أعمارُهن من 14 : أقل من 21عاماً،كلهن من عائلاتٍ مُتقاربة ومُتجاورةٍ،إنَّها حقاً مأساة للقرية ولمركزِأشمُون بأكملِه،والسائق فقط من قرية طملاي .

توافدَ الأهالي بالمئات على المُستشفيات الأربعة للتعرف على ذويهم،في مشاهدَ تقشَّعِّرَمنها الأبدانُ وسط حالة من الحزن والألمِ الشديديْن،منهم أكثرمن حالة وفاة من منزل واحد،وبدأت سيارات الإسعاف في نقل الوفياتِ تباعًا إلى القرية المنكُوبة(السنابسة)عقب الانتهاء من تصاريح الدفن .

الشهادةُ من أجلِ لقمةِ العيْشِ :

والله إنَّها لمأساةٌ ومرثاةٌ،ومبكاةٌ،في صبيحة يوم الجمعة مُبكراً خرجن الثمانية عشرفتاةٍ في عمرِ الزهورللبحثِ عن لقمةِالعيش حيْثُ يعملن لقطف الكروُمِ(العنب)وهذا موسمُه،حيْثُ تشتهرُمُحافظة المنوفية بأرضِها الخصبة بزراعة الفواكه،ومنها العنب بأنواعه البناتي،وزند العبد(الأسود)، والبرقوق بأنواعه الأحمروالأبيض والمِشَّبَّح السُكري،خرجن للمنطقة الصناعية الإنتاجية في مدينة السادات،بعضُهن المَعِيلات الوحيدات لأسرِهِن،وبعضُهن في دراستهن الجامعية في كليات التمريضِ،والهندسة أوالزراعة والعلوم،وبعضهن اكتفيْن بالحصول على الثانوية العامة،أوالفنية، ولمْ يُكملن تعليمهن من أجل مُساعدةِ أسرهن،خرجن للعملِ لقطفِ عناقيد العنب من عرَائِشِها وكرومِها،لِقَاءَ يومية 130جنيهاً عن قطفِ العنبِ طيلة النهارحتى تغربَ الشمسُ،رُبما تُنفقُ منها الفتاة30جنيهاً للنقل من وإلى موقعِ العمل،أيْ من أجل مائة جنيهٍ أويزيد سعيْن للعمل لإعالةِ أسرهن،أولادخارنفقاتِ دراستهن،مبلغ زهيدلا يكفي سد الرمق ولا يفِي بثمنِ وجبةِ غذاءٍ لفردٍ أو لاثنيْن،لا لأسرة من عدةِ أفرادٍ .

كلُّكُم راعٍ مسئولٌ عن رعيتِه :

 ففي الحديثِ الشريفِ الذي رواه البُخاري في صحيحه،ومُتفقٌ عليه :عن ابن عمررضي الله عنهما قال:قال رسول الله ﷺ (كلكُم راعٍ وكلكُم مسئولٌ عن رعيته،فالإمامُ راعٍ ومسئولٌ عن رعيته،والرجل راع في أهل بيته ومسئُولٌ عن رعيته،والمرأةُ راعيةٌ على بيت زوجها وولده ومسئولةٌ عن رعيتها،والولدُ راعٍ في مال أبيه ومسئولٌ عن رعيتِه،والخادمُ راع ٍفي مال سيده ومسئولٌ عن رعيتِه،فكلكُم راعٍ وكلكُم مسئولٌ عن رعيتِه)،فأيْن الراعي من هذه المأساة المُرَّوِّعةِ؟ تذكرتُ المقُولة الشهيرة(غداً ستروْنَ مصر.!)،وأيْن الاهتمام ببناء الطرقِ والجسور والكباري، على حسابِ رعايةِ الإنسان المصري صحته وتعليمه،أوتعليمه ثُمَّ صحته،قدِّم أو أخِّرْ.؟،ولنا في رسولنا الكريم ﷺ،وأمير المُؤمنين عمربن الخطَّاب رضيَ الله عنه وأرضاه ، أسوةٌ طيبةٌ وقدوةٌ حسنةٌ،ففي قولِه خاطِباً في الناسِ:(والذي بعث محمداً ﷺ بالحق،لوْأنَّ جملاً أو قالَ حملاً من ولدِ الضأنِ هلكَ ضياعاً بشاطئِ الفُراتِ،خشيْتُ أنْ يَسألَ الله عنه بن الخطاب،أوقالَ لوماتَ جملٌ ‌في ‌عملي ‌ضياعاًخَشيْتُ أنْ يسألَنِي اللهُ عزَّوجلَّ عنه)رواه الطبري،وإنْ كان ضعفَّه بعضُ العلماء .

أسماء الضحايا اللائي يقعُ دمهُن في رقبةِ الراعي :

وجاءت أسماءُ الضحايا بُمستشفيات المنوفية،كما يلي :

مُستشفى قُويسنا : خمس فتياتٍ والسائق .

ميادة يحيى فتحي17عاماً،هنا مشرف14عاماً،مروة أشرف،وآية زغلول19عاماً،شيماء يحيى 16عاماً،،والسائق أدهم محمد22عاماً .

ومُستشفى الباجور: خمس فتيات ٍ .

شروق خالد أبوالمجد،تُقى أحمد20عاماً،و شيْماء محمود،هديرعبد الباسط 21عاماً،جنى مُحي19

ومُستشفى سرس الليان : فتاة واحدة .

أسماء خالد قنديل17عاماً .

ومُستشفى أشمون : سبع فتيات ٍ

سمرخالد،وملك فوزي18عاماً،رويْدا خالد،إسراء عبدالوهاب،وشيْماءفوزي 17عاماً،سارة محمد كوهية 14 عاماً،وضحى همام .

ونُلاحظُ أنَّه رُبَما 4 فتياتٍ أخواتٍ أومن عائلةٍ واحدةٍ،وهذا استنتاج مني من أسمائِهن(شروق، سمر،أسماء،رويْدا خالد)،وشقيقتان(ملك وشيماء فوزي).

والمُصاباتُ بمُستشفى أشمُون العام : كُنَّ بمسْرَحِ الحادثِ :

إسراء محمد الشعلي،35 سنة،تُعانِي من كسرٍمُضاعف بالساقيْن وجروح مُتفرقة .

آيات زغلول قنديل17 سنة،كسربالقدم وتم حجزها بالعناية الفائقة .

حبيبة محمد الجيوشي، 17سنة،جُرْح قطعي بالرقبة وتدهوربدرجة الوعي والإدراك .

إجراءاتٌ من واقعِ الضميرِالإنسانِي :

اتخذتْ هيئةُ الإسعاف لتخفيف المأساة على الأهالي وتسهيل التعرف على جثامين بناتهم،اتخذتْ قرارًا إنسانيًا مُؤثرًا،بكتابةِ اسم كل فتاةٍ مُتوفاة على سيارة الإسعاف التي تحمل جُثمَانها،وعكس القرارُحجم َالفاجعة وحالة الارتباك التي سيْطرتْ على المُستشفيات التي استقبلت ْالضحايا،لتمكين الأسرمن التعرفِ مُباشرةً على بناتِهِن وتحديدِ المقابرِالتي ستُوارى جثامِينهن الطاهرة .

القبض على السائق المُتسبب في الحادث،وإجراءات التحقيق في مُلابساتِ الحادثِ :

فتحتْ جهاتُ التحقيق تحقيقاً


المصدرُ: جريدةُ المصري اليوم :

صياغة وبقلم : حسين نصر الدين (بتصرفٍ)


الكاتب 

حسين نصر الدين.

28/6/202‪5



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا حبيبتي//بقلم الكاتب عادل ابو الليف محمد العبابدة

 ؛؛؛؛ يا حبيبتى ؛؛؛! انتى بستان للمحبة قلب يطرح بالورود قلبى مليان عشق ليكى كل ثانية بيناديكى وردك الممزوج بشوق خلى قلبى يحس بيكى احلى فرحة ...