نبض نخلة: رسالة أخيرة//بقلم الكاتب حسين العربي

الثلاثاء، 24 يونيو 2025

رسالة أخيرة//بقلم الكاتب حسين العربي

 رسالة أخيرة


استلقت "علياء" علي سريرها بعد يوم عمل شاق، يغالبها النعاس ولا تستطيع النوم.

 من شدة البرد فـنافذة حجرتها الصغيرة تهتز بشدة من شدة الرياح وتصدر صريراً 

 عالياً، داعبت القط الصغير المرتجف بجوارها.. حين داهمتها ذكري أخر رسالة أرسلها لها "نادر" قبل سفره بسويعات.. فنهضت واتجهت إلي خزانتها حيث خبأت الخطاب، ما أن امسكته بين يديها حتي استرجعت شريط ذكرياتها منذ قابلت "نادر" أول مرة في حفل زواج صديقتها "مي".. عندما ألتقت عيناها بعينيه للمرة الأولي. فأحست برجفة في قلبها، فنظراته كانت كأسهم تخترق قلبها، تذكرت حين تحدث لها لأول مرة وكان لحديثه مفعول السحر فهو منمق مهذب؛ لحديثه مذاق خاص وفريد جعلها تنجذب إليه منذ اللحظة الأولي. وآحست أنه يبادلها نفس الشعور؛ منذ تلك الليلة وصار "نادر" بالنسبة لها كل شيء.. يحادثها صباحا ومساءً يبادلها عشقا جارفا ويغار عليها من الرجال والنساء يغار عليها من أي أحد يأخذها منه ولو لدقائق، عاشت مع "نادر" أحلي أيام عمرها، خططا للزوج وحلموا بـأطفالهم بل واختاروا أسمائهم أيضاً، إلي أن جاء يوما لن تنساه كانت تجلس مع "نادر" في أحد المطاعم المطلة علي النيل يتناولون الغداء، حين أحس "نادر" بوخزه بقلبه، ارتجفت من الخوف لكنه طمأنها أنه بخير وأنه سوف يذهب للطبيب في اليوم التالي.. في مساء اليوم التالي قال لها "نادر" أنه ذهب للطبيب وأخبره أنه مجرد اجهاد من كثرة العمل، لم تكن تعلم وقتها أن الطبيب أخبر "نادر" أنه مصاب بمرض عضال في القلب ويجب إجراء جراحة عاجلة بالقلب خارج مصر.. وأنه أعد كل شيء للسفر بمساعدة صديقه "أحمد" دون أن يخبرها، لم تكن تعلم إلا بعد أن جاءها هذا الخطاب الذي بين يديها..

غلبتها دموعها وانسابت على وجنتيها بحرقه وهي تعيد الخطاب للخزانة وتتحسس خطاب أخر جاءها بعد أيام من خطاب "نادر"

 من "أحمد" صديقه لا يوجد به سوي كلمتين

           .. "البقاء لله"


الكاتب 

حسين العربي.

24/6/2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من انت //بقلم الكاتب محمد الفاخري

 من أنت من أنت يا امرأة حتى تدفقت كلماتي غزلا بك كانهمار مطرٍ غزيرِ القطرات أراكِ فتهرب وتتبدد كل الغيوم من سمائي تحل نسمات الافراح تنسيني ك...